ثم قلت: "فهذا الرجل يُنكر حجية إجماع الصحابة ومن بعدهم حيث صرح في كتابه هذا بأنه شيء خيالي لا وجود له"
وهذا اتهام لم أقف عليه في كلامه .. فاتق الله
قلتُ: (أبو إسلام):هذه هي مشكلة المعجبين بأمثال الجديع، الحقائق أمامهم ولا يرونها
إليك نص كلامه في ذلك:
قال الجديع في كتابه (ص149 - 150) في تعريف الإجماع:
اصطلاحًا: اتِّفاقُ مجتهدِي أُمَّةِ محمَّدٍ ? بعد وفاتِه في عصرٍ من العصُورِ على حكمٍ شرعيٍّ.
هكذا يُعرِّفُ الأصوليُّونَ (الإجماعَ)، وهي صُورةٌ خياليَّةٌ لا وُجودَ لهاَ
قلتُ: (أبو إسلام):فلماذا تجاهلت – أخي الكريم – قوله الصريح: (وهي صُورةٌ خياليَّةٌ لا وُجودَ لهاَ)؟!!!
فقد أطلق النفي ولم يستثن أي عصر
لقد كان من الواجب عليك – قبل أن تتهمني بالباطل – أن تقرأ الصفحة التي تسبق الصفحة التي نقلت أنت منها
أما إن كنت قرأتها – فلا يجوز لك أن توهم القراء بأن الجديع لم تصدر منه عبارة (خياليَّةٌ لا وُجودَ لهاَ)
أما إذا كنت تفهمها فهما خاصا بك على الرغم من وضوحها – فقد كان من الواجب عليك أيضا أن تذكرها ثم تعلق عليها
أما اتهامي – زورا وبهتانا – بعدم وجود ذلك في كلام الجديع – فلا يجوز لك أبدا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ثانيا:
قولك:
كل ما أوردته يا أخي بذلك التهويل والتضخيم الغير منصف أبداً والمليء بالتحامل على شخص المؤلف .. لا يعدو أن يكون مجرد خطئين في العزو
قلتُ: (أبو إسلام):
إنما ذكرتُ أمثلة فقط للاختصار وضيق الوقت، وأرجو منك حساب عدد الأخطاء التي ذكرتُها جيدا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ثالثا:
قولك:
ولتعلم أن مسألة عدم حجية الإجماع السكوتي عزاها القرافي إلى مالك
قلتُ: (أبو إسلام):أرجو منك أن تنقل لنا نص كلام الإمام القرافي لكي نراجعه
وننتظر نقلك هذا للاستفادة
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
رابعا:
قولك في الإجماع السكوتي:
الجديع لم ينسب القول إلى جميع الحنابلة .. وعليك أن تلاحظ كلمة (بعض) في القول الأول والثاني.
ثم تأتي وتقول: "وإليكم تصريحات كبار علماء الحنابلة بعكس ما زعمه الجديع" وتنقل نقولات لم تأت فيها بما يثبت أنه لم يقل (بعض) الحنابلة بذلك، وإنما نقلت أقوال المخافلين للقول فقط، فتنبه لذلك
قلتُ: (أبو إسلام):
الجديع زعم أن بعض الحنابلة قالوا أن الإجماع السكوتي ليس إجماعا ولا حجة
وقد نقلتُ لكم تصريحات جمع من كبار أئمة الأصول الحنابلة بأن مذهب أحمد وأصحابه أنه إجماع
ولم يقل أحد منهم أن بعض الحنابلة خالفوا في ذلك
كما أن عبارة (أحمد وأصحابه) تدل على أنه لم يخالف في ذلك أحد من الحنابلة
وقد تتبعتُ كتب أصول الفقه – لعلماء الحنابلة خاصة – لعلي أجد أحدا من الحنابلة خالف في ذلك – فلم أجد
فمن أين زعم الجديع أن بعض الحنابلة يخالفون في حجية الإجماع السكوتي؟!!!
وإليكم بعض النصوص مما سبق:
قال الجديع: (المذهب الأول: ليس بحجة ولا يسمى إجماعا , وهو قول جمهور الشافعية والمالكية وبعض الحنفية والحنابلة). انتهى
قلتُ: فقد زعم الأستاذ الجديع أن بعض الحنابلة قالوا أن السكوتي ليس إجماعا ولا حجة.
وإليكم تصريحات كبار علماء الحنابلة بعكس ما زعمه الجديع:
1 – قال الإمام ابن تيمية في (المسودة) في أصول الفقه:
(إذا قال بعض الصحابة قولا وانتشر في الباقين وسكتوا , فهو إجماع يجب العمل به عندنا). انتهى
5 – وقال الإمام برهان الدين ابن مفلح في كتابه (أصول الفقه):
(إذا قال مجتهد قولا وانتشر ولم ينكر – قبل استقرار المذاهب - فإجماع عند أحمد وأصحابه).انتهى
6 – وقال الإمام علاء الدين المرداوي في كتابه (التحبير شرح التحرير) في أصول الفقه:
) أحمد وأصحابه وأكثر الحنفية والمالكية وحكي عن الشافعي وأكثر أصحابه: لو قال مُجْتَهِدٌ قولا وانتشر ولم يُنْكَر – قبل استقرار المذاهب – فإجماع). انتهى
قلتُ:
فهناك فرق بين العبارت التالية:
(مذهب أحمد وأصحابة): فهذه العبارة تشير إلى أنه لم يخالف في ذلك أحد يٌُعتد به من الحنابلة
مذهب أحمد وجمهور أصحابه (أو: أحمد وأكثر أصحابة): فهذه العبارة تشير إلى وجود خلاف من بعض الحنابلة.
مذهب أحمد وبعض أصحابة
وأيضا:
قال الجديع:
المذهب الثالث: حجَّةٌ ظنيَّةٌ، وهو قولٌ للشَّافعيِّ وبعضِ الشَّافعيَّةِ والحنفيَّةِ
¥