المذهب الأول: ليسَ بِحُجَّةٍ، ولا يُسمَّى إجماعًا، وهو قولُ جمهورُ الشَّافعيَّةِ والمالكيَّةِ وبعضِ الحنفيَّةِ والحنابلَةِ ..
المذهب الثاني: حجَّةٌ قطعيَّةٌ، وهو قولُ بعضِ الحنفيَّةِ والحنابلَةِ ..
المذهب الثالث: حجَّةٌ ظنيَّةٌ، وهو قولٌ للشَّافعيِّ وبعضِ الشَّافعيَّةِ والحنفيَّةِ ..
وطائفةٌ من الفقهاءِ تخصُّ هذا النَّوعَ من الإجماعِ بالصَّحابةِ دونَ من بعدَهُم
قلتُ (أبو إسلام):ما الذي تعلمتموه عن مذهب الشافعية - من كلام الجديع المذكور؟!!
تعلمتم من الجديع أن جمهور الشافعية قالوا: ليسَ بِحُجَّةٍ، ولا يُسمَّى إجماعًا
وبعض الشافعية قالوا: حجَّةٌ ظنيَّةٌ
والسؤال الآن:
هل ذكر الجديع عن أحد من الشافعية أنه قال أن الإجماع السكوتي حجة قطعية؟!!
الجواب: لا؛ لأن الجديع إنما نسب القول بالقطعية إلى بعض الحنفية والحنابلة فقط (وهو في معرض بيان الأقوال والقائلين بها من كل مذهب)
وإليكم تصريحات جمع من كبار أئمة الأصول الشافعية بعكس ما أوهمكم الجديع عن الشافعية:
قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في مقدمة كتابه (اللمع) في أصول فقه الشافعية:
(سألني بعض إخواني أن أُصَنِّف له مختصرا في المذهب – أي مذهب الشافعية – في أصول الفقه). انتهى
ثم قال:
(إذا قال الصحابي قولا ... وانتشر ولم يعرف له مخالف , كان ذلك إجماعا مقطوعا به). انتهى
3 – وقال الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه الموسوعي الأصولي (البحر المحيط , في أصول الفقه):
.وَقَالَ الرُّويَانِيُّ فِي أَوَائِلِ الْبَحْرِ ": إنَّهُ حُجَّةٌ مَقْطُوعٌ بِهَا ..
قَوْلُ الْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ: اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي تَسْمِيَتِهِ إجْمَاعًا، مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِهِ، وَالْقَطْعُ بِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ الْإسْفَرايِينِيّ فِي أَوَّلِ تَعْلِيقِهِ فِي الْفِقْهِ: هُوَ حُجَّةٌ مَقْطُوعٌ بِهَا).
تأمل قول الأستاذ أبي إسحاق:
اتِّفَاقِهِمْ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِهِ، وَالْقَطْعُ بِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى
فإذا قلنا بوجود مخالف من الشافعية في القطعية – فعلى الأقل هذه العبارة سيستفاد منها أن جمهور الشافعية قالوا بالقطعية، أو يكون القول بالقطعية متفق عليه بين الشافعية إلى زمن وفاة أبي إسحاق الاسفراييني (418هـ)
كل هذه التصريحات والجديع في غفلة عنها، أو علمها وتعمد عدم ذكرها؛ لكي يقوي رأيه في إنكار حجية الإجماع!!!!
@@@@@@@@@@@@@@@
سادسا:
إليك مشاركة قديمة لي بتاريخ 17/ 6/2006 بالملتقى هنا، قمتُ بعمل اختبار تقديري للجديع في تحريره للمذاهب في المسألة المذكورة فكانت نتيجته (صفر من 10):
دقة تحرير كل مذهب من المذاهب الأربعة عليها درجتان ونصف
مذهب الشافعية:
أثبتنا خطأه في تحرير مذهبهم، فيخسر درجتين ونصف
مذهب الحنابلة:
أثبتنا خطأه في تحرير مذهبهم، فيخسر درجتين ونصف
مذهب المالكية:
قال الجديع:
المذهب الأول: ليس بحجة ولا يسمى إجماعا , وهو قول جمهور الشافعية والمالكية
فقد زعم الجديع أن المالكية قالوا: (ليس بحجة ولا يسمى إجماعا)
[ملاحظة: ظاهر كلامه أن هذا هو مذهب المالكية لأنه لم يقل أن بعض المالكية قالوا بحجيته.
فإن قيل: لعله قصد جمهور المالكية لأنه عطفهم على جمهور الشافعية
فالجواب: أن الحقيقة الواقعة خلاف ما زعمه أيضا عن جمهورهم]
قال الإمام أبو الوليد الباجي في "الإحكام":
فإنه إجماع وحجة , وبه قال أكثر أصحابنا المالكيين
النتيجة: يخسر بذلك درجتين ونصف
مذهب الحنفية:
زعم الجديع أن كل قول من الأقوال الثلاثة قد قال به بعض الحنفية
وزعم أن بعض الحنفية (وليس أكثرهم) قالوا إنه حجة قطعية
وإليكم قول كبار أئمة الحنفية:
قال عبد العزيز البخاري في شرح أصول البزدوي:
كان ذلك إجماعا مقطوعا به عند أكثر أصحابنا
وقال الإمام ابن الهمام في " التحرير":
فأكثر الحنفية: إجماع قطعي
وجاء في " فواتح الرحموت ": (
فأكثر الحنفية قالوا انه إجماع قطعي
النتيجة: يخسر بذلك درجتين ونصف
===
النتيجة النهائية = صفر من 10
فالجديع لم يحرر أي قول من أقوال الأئمة تحريرا دقيقا صائبا
هل يتُصور أن يقع طالب علم في كل هذا الأخطاء في مسألة واحدة؟!!!
لا يتمكن من تحرير أي مذهب بطريقة دقيقة صائبة؟!!!
إنني إذا قمتُ بتكليف أحد الطلبة بتحرير مذاهب الأئمة في مسألة ما:
فإنه من البعيد جدا أن يُخطيء في تحرير كل المذاهب بحيث يكون مجموع درجاته = صفر==================
إن تحريره للمذاهب هنا إنما هو ظلمات بعضها فوق بعض
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
إنما ذكرتُ هنا اليسير اليسير من تحريفاته
وما زال عندي الكثير والكثير من تحريفاته وتدليساته
ولتعلمن نبأه بعد حين – إن شاء الله تعالى
وأنتظر منك - أخي الكريم - أن تنقل لنا هنا نص كلام الإمام القرافي الذي ذكرته عن الإمام مالك للمراجعة والاستفادة
بارك الله فيكم
==============
¥