إنَّ خطبة الجمعة تعتبر من أخطر الأمور التي تحتاجها الأمة كل أسبوع، فهي بمثابة محطة وقود تشحذ إيمانهم، وتقوي إرادتهم، وتذكرهم بالله، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، بل هي أهم وسيلة إعلامية في الإسلام لا توجد في أمة من الأمم بتاتا، فإذا كان الخطيب على مستوى المسئولية علما وعملا وسلوكا وأسلوباً آتت أكلها، وأينعت ثمارها، وظهر أثرها جليًّا، وكانت عامل دفعٍ نحو خيري الدنيا والآخرة ...
والخطيب الناجح هو الذي ينطلق من الواقع الذي يعيش فيه، ويخاطب الناس على قدر عقولهم، ويتحرَّى في جميع ما يقوله أن يكون حقًّا وصحيحاً،وموافقا لعقيدة أهل السنة والجماعة، وأن يكون عمدته بالدرجة الأولى القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية، وأقوال السلف الصالح الهداة المهديين، والعلماء الربانيين
وأن يكون بعيدا عن التهويل، والخرافات والأوهام، والأحاديث المنكرة، والأشياء التي لا تلزم مَنْ يخاطبهم ......
وقد وجد اليوم بفضل الله تعالى خطباء كثر من هذا القبيل في جميع بلدان المسلمين ..
=================
ملاحظة هامة
قد يجد بعض القراء أو الخطباء خطبة أو درسا لا يعجبه، فيسارع بالإنكار ...
فيقال له: إذا لم تعجبك هذه الخطبة أو هذا الدرس فدعه، فقد أعجب الكثيرين غيرك، ورأيك ليس بحجة على غيرك، فالتمس لأخيك عذراً ودع الإنكار ...
=================
ولكن الخوف كل الخوف أن يصبح منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا، بيد مَنْ أعمى الله أبصارهم وبصائرهم.
عندئذ يغدو نجمه بالأفول، ويفقد رسالته التي هي أهم رسالة.
بل قد يؤدي دورا معاكساً لما وجد من أجله، ويصبح وسيلة تنفث السمَّ الزعاف كغيرها من وسائل الإعلام التي تكرس الباطل وتدافع عنه، وتختار لهذه المهمة أحطَّ الناس خُلُقاً وأقلَّهم علماً وأطولهم لساناً، ليؤدوا الدور المطلوب منهم.
لا سيما وأنَّ أعداء الإسلام قد تنبهوا لهذه الوسيلة الإعلامية النادرة – والتي لا تعادلها وسيلة أخرى في قوة تأثيرها- لكي تكون تحت السيطرة، فيضغطون بشدة على الدول الإسلامية لكي يسكتوا هذه الوسيلة،أو يعلوها من ليس في العير ولا في النفير، وهذا أخوف ما نخافه اليوم، وهو من علامات الساعة ففي صحيح البخارى برقم (6496) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».
وليحذر المسئولون من هذا الفعل القبيح، فإن الله تعالى سوف يحاسبهم عليه حسابا عسيرا قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} (24) سورة الصافات
وفي مسند أبي عوانة (5660) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " وهو حديث صحيح
وفي صحيح مسلم برقم (380) عَنِ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِىَّ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ. قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّى مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِى حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
=================
لذا ينبغي على من ينزِّلها أنْ يوزِّعها على من ليس عنده نت، خاصة وأن كثيرا من الخطباء يحتاجون إليها لتنيرَ لهم الطريق وتبصِّرَهم بالحق،، والدالُّ على الخير كفاعله كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِى سَفَرٍ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ». قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِى فَضْلٍ.
وقال تعالى على سان نبيه شعيب عليه السلام:
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) [هود/88]}
===============
أسأل الله تعالى أن ينفع بها جامعها وقارئها وناقلها وناشرها في الدارين آمين
جمعها وأعدها
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 8 شعبان 1428 هـ الموافق ل 21/ 8/2007 م
روابط التحميل:
http://www.zshare.net/download/3247637f68ac28/
ومن هنا:
http://www.c5c6.com/upfile/download.php?filename=906d103387.rar
ومن هنا:
http://www.c5c6.com/upfile/down.php?filename=906d103387.rar
]
¥