تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يسأل ما هو من قبيل المُحال عادة: كأن يطلب ربه أن يرفع عنه لوازم البشرية بأن يستغنى عن الطعام والشراب، أو النفس،. أو يطلب الولد ولم يتزوج أو يتسرى، أو يسأل الثمر من غير زرع، أو يدعو ربه أن يعطيه جبلاً من ذهب، أو يمطر عليه السماء ذهباً وفضة، أو يسأل الطيران دون فعل أسبابه العادية المعروفة، أو النصر على الأعداء (وأن يجعلهم الله غنيمة للمسلمين) ولم يُعد لذلك العدة، وكأن يسأل النجاح دون دراسة.

النوع السابع:

أن يطلب نفي أمر دل السمع على نفيه، فهذا من قبيل تحصيل الحاصل.

كأن يقول: اللهم لا تهلك هذه الأمة بعامة، ولا تسلط عليها عدواً من سوى أنفسها فيستبيح بيضتها فهذان أمران دعا بهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجيبت دعوته وأخبرنا بذلك، فإن دعوت بذلك كان من قبيل ما ذكرت والله أعلم، ومن ذلك أن يدعو ربه أن لا يدخل الكفار الجنة إن ماتوا على كفرهم.

النوع الثامن:

طلب ثبوت أمرٍ دل السمع على ثبوته (8)، وهذا مثل الذي قبله، لكن يفرق في صور عدة بين الدعاء لمعين وبين الدعاء العام.

النوع التاسع:

أن يعلق الدعاء على المشيئة (9)، قال البخاري رحمه الله في صحيحه:» باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له «وذكر تحته حديثين:

الأول: حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:» إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له (10) والثاني: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت -، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له (11).

النوع العاشر:

الدعاء على من لا يستحقه. (أي: يظلم في دعائه): أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:» لا يزال يُستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم «(12).

وقد جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- - كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما:» رب أعني ولا تُعِن علي - إلى أن قال - وانصرني على من بغي علي .. «(13).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:» فقوله: وانصرني على من بغى علي «دعاء عادل لا دعاء معتد يقول: انصرني على عدوى مطلقاً.

ومن الاعتداء قول الأعرابي:» اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً «فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:» لقد تحجرت واسعاً «يريد رحمة الله «(14).

النوع الحادي عشر:

طلب تحصيل المحرم شرعاً: كأن يسأل ربه أن ييسر له خمراً يشربها، أو خنزيراً يأكله، أو امرأة يزني بها، أو مالاً يسرقه، أو وقتاً ومالاً ليسافر إلى بلاد الكفر أو الفسق بلا حاجة معتبرة.

النوع الثاني عشر:

رفع الصوت فوق الحاجة (15).

فإذا كان الإنسان يدعو بمفردة فالأصل في ذلك الإسرار بالمناجاة كما قال تعالى: ((ادعوا ربكم تضرعاً وخفية)(2).

لكن إن كان معه من يُؤمن على دعائه، كالإمام في القنوت، أو الاستسقاء أو نحو ذلك، فإنه يرفع صوته على قدر الحاجة، ويُؤمن من خلفه على دعائه دون صياح ورفع زائد على القدر المُحتاج إليه؛ لأن ذلك قد يتنافى والأدب مع الله عز وجل.

وقد فسر بعض السلف قوله تعالى: (إنه لا يحب المعتدين) (2) بالذين يرفعون أصواتهم رفعاً زائداً على الحاجة (17).

قال ابن المُنيّر رحمه الله:» وحسبك في تعين الإسرار في الدعاء اقترانه بالتضرع في الآية، فالإخلال به كالإخلال بالضراعة إلى الله في الدعاء، وإن دعاء لا تضرع فيه ولا خشوع لقليل الجدوى، فكذلك دعاء لاخفية ولاوقار يصحبه.

فائدة: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله فوائد كثيرة تتعلق بخفض الصوت والإسرار بالدعاء (18).

النوع الثالث عشر:

أن يدعو ربه دعاءً غير متضرع، بل دعاء مُدل كالمستغني بما عنده المدلّ على ربه به.

قال ابن القيم رحمه الله:» وهذا من أعظم الاعتداء المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته، فمن لم يسأل مسألة مسكين متضرع خائف فهو معتد «(19).

النوع الرابع عشر:

أن يسمي الله بغير أسمائه، ويثني عليه بما لم يثن به على نفسه ولم يأذن فيه، وهذا ظاهر لا يخفى.

النوع الخامس عشر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير