تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حمل ولأول مرة الخلاصة في أحكام أهل الذمة للشاملة 2 + ورد مفهرسة]

ـ[علي 56]ــــــــ[25 - 08 - 07, 07:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد:

فقد قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة ......

=============

وهذا البحث حول أحكام أهل الذمة في الفقه الإسلامي.

وسببه أنَّ أناساً من جلدتنا راحوا يحرفون الكلم عن مواضعه، وادعوا أن غالب أحكام أهل الذمة، إنما هي من وضع الفقهاء، وليس لها أساس شرعي ثابت -على حدِّ زعمهم-

ومن ثمَّ قاموا بتشويه هذا الجانب الهام من جوانب هذه الرسالة الخاتمة، ليرضى عنهم أعداء الإسلام، لظنهم أنهم إذا أنكروا أحكام أهل الذمة أو حرفوها ينتهي الأمر، ويصبح أعداء الإسلام إخوة لنا في الإنسانية وخاصة أهل الكتاب، ولا يبقى بيننا وبينهم إلا السلام والوئام!!!!

لقد أخطأ هؤلاء الطريق من وجهين:

الوجه الأول- أنهم لم يتعاملوا مع أهل الكتاب من وحي القرآن الكريم، الذي وضَّح بالتفصيل طبيعة أهل الكتاب، وتاريخهم، وموقفهم من رسالة الإسلام، وموقف الإسلام منهم، كما في قوله تعالى: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (105) سورة البقرة

وقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (109) سورة البقرة ......

وأما موقف الإسلام منهم كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران

وقوله تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) سورة التوبة

والوجه الثاني – أنهم أخطئوا في فهم الواقع، لأنهم ظنوا أن الخلاف بيننا وبين أهل الكتاب يمكن أن يزول، من خلال تنازل هؤلاء عن كثير من أحكام دينهم، ونسي هؤلاء ما يفعله أهل الكتاب بالمسلمين اليوم، وما فعلوه من قبل، ونسوا قول الله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة ......

=================

وطريقة عملي في هذا الكتاب ما يلي:

أولا- مقدمة هامة عن طبيعة هذا الدين وطبيعة العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب، من وحي القرآن الكريم.

ثانيا- الباب الأول - جمعت فيه كل ما ورد في الموسوعة الفقهية (45 مجلدا) عن أحكام أهل الذمة، مرتبة حسب ترتيبيها بها – وقد وجدت عديد من الصعوبات في جمعها، لأن بعضها ظاهر واضح، وبعضها، جاء ضمن موضوعات أخرى

ثالثا- الباب الثاني – وفيه فتاوى معاصرة حول أحكام أهل الذمة، ولكنني استبعدت فتاوى فقهاء الهزيمة، وفقهاء التنازل عن محكمات الشريعة

رابعا- عمل فهرس مفصل لكل ما ورد في هذا الكتاب

خامسا- ذكر أهل المصادر في آخر الكتاب.

صحيح أن المسألة اليوم – تاريخية – ولكن يجب على طلاب العلم أن يعرفوا أصول دينهم، فنحن نعلم الطلاب في المدارس أركان الإسلام، وبعضها لا يلزمهم حتى يبلغوا كالصلاة والصوم، أو يملكوا النصاب كالزكاة، أو يملكوا الزاد الراحلة كالحج، ولكن يجب عليهم أن يعرفوا معرفة ذهنية – ولو لم يجب عليهم التطبيق آنذاك – هذه الأحكام الشرعية، فهي باقية غير منسوخة، وليأتين عليها يوم – بإذن الله- يراها الناس مطبقة مرة أخرى، { .. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} (4) سورة الروم.

قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف

وكتبه

الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود

في 6 رجب 1428 هـ الموافق ل 20/ 7/207 م

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير