[حمل ولأول مرة كتاب بابا الفاتيكان في الميزان للشاملة 2 + ورد مفهرسا]
ـ[علي 56]ــــــــ[26 - 08 - 07, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، الذي بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، وكشف الغمَّة، حتى أتاه اليقين، وعلى آله وصحبه الغرِّ الميامين، الذي فتحوا مشارق الأرض ومغاربها خلال عدد من السنين، وعلى من سار على دربهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فمنذ أن أكرم الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة الخاتمة، عاداه العرب والعجم، لأنه دعاهم إلى سعادة الدارين، وهم لا يريدون ذلك، بل يريدون شقاء الدارين
فقد قال المشركون كما ذكر القرآن الكريم عنهم: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (32) سورة الأنفال
وقال عن أهل الكتاب: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (89) سورة البقرة
وفي دَلَائِلُ النُّبُوَّةِ لِلْبَيْهَقِيِّ -بَابُ مَا جَاءَ فِي دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ برقم (788) عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ نَاسٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ " قَالَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تَمُرُّ بِالْيَهُودِ فَيُؤْذُونَهُمْ، وَكَانُوا يَجِدُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ فَيَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَبْعَثَهُ نَبِيًّا فَيُقَاتِلُونَ مَعَهُ الْعَرَبَ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُحَمَّدٌ كَفَرُوا بِهِ حِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (وهو حديث حسن)
ومن ثمَّ فقد أعلنوا الحرب الضروس على الإسلام والمسلمين منذ ذلك الحين، لم ولن يخبوَ أوراها حتى قيام الساعة، وفي مسند أحمد برقم (18510) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكُمُ الرُّومُ وَإِنَّمَا هَلَكَتُهُمْ مَعَ السَّاعَةِ» (وهو حديث حسن).
ومن هنا جاءت تصريحات البابا المسيئة للإسلام والمسلمين، فقام المسلمون بالرد عليه، واختلفت درجة هذا الاستنكار عليه:
فمنهم من طالب بوقف الحوار مع القوم، وهم دعاة الحوار منذ عشرات السنين، ذلك لأن هذا الحوار المزعوم لم يكن له قيمة ولا وزن!!!
ومنهم من طالب البابا بالاعتذار عن إساءته البالغة ...
ومنهم من تظاهر وندد وأزبد وأرعد، وقام ببعض أعمال ((الشغب))
ومنهم من هوَّن الأمر، ودافع عن البابا وأوَّل كلامه وحرَّف مقصده
ومنهم ومنهم .....
وهذا الكتاب الذي بين يدينا قد جمعته من مواقع كثيرة على النت، وخاصة:
شبكة نور الإسلام
صيد الفوائد
شبكة مشكاة الإسلامية
الإسلام اليوم
المسلم المعاصر
موقع المختار الإسلامي
الشبكة الإسلامية
فتاوى اللجنة الدائمة
موقع المنبر
وغيرها كثير
================
وقد قسمته لبابين:
الباب الأول –الكلام عن أبعاد وأسباب هذا الموضوع من وحي القرآن والسنة
وقد حاولت أن أجليَّ حقيقة هذا الموضوع وأبين الأسباب التي دعت البابا ليتفوه بمثل هذا الهراء، وذلك من وحي القرآن والسنة، فأي تحليل علمي لا ينطلق من ثوابت هذه الشريعة الغراء، فلا قيمة له – مهما بلغ صاحبه من العلم والتحليل –
ولا يمكن للعالم أن يصيب المحزَّ في هذه القضايا المصيرية إلا من خلال النص الثابث وقدرته على فهمه، مع الفهم الواسع بالواقع المعاش، لكي يستطيع تنزيل هذا الحكم الشرعي عليه بشكل دقيق.
وقد قسمته على الشكل التالي:
أولا- موقف أهل الكتاب من دعوة الإسلام
ثانيا- ماذا طلب الله تعالى منا إزاء أهل الكتاب؟
ثالثا- بم وعدنا الله؟
رابعاً – أسباب قول البابا هذا الكلام
وقد شرحت الآيات بالتفصيل من تفاسير عديدة ليظهر المعنى جليًّا دون لبس ولا غموض
================
والباب الثاني- مجموعة البحوث والمقالات التي قيلت حول هذا الموضوع
وقد بلغت حوالي مائة وثمانين مقالا كلها تدور حول الموضوع الجلل وأبعاده
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وناقله والدال عليه وناشره ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم.
قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 13 شعبان 1428 هـ الموافق 26/ 8 /2007 م
?????????????????
¥