و عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَابِدُ، قَالَ: قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِرَجُلٍ: كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ , قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً , قَالَ: فَأَنْتَ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً تَسِيرُ إِلَى رَبِّكَ تُوشِكُ أَنْ تَبْلُغَ , فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , قَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ: تَعْلَمُ مَا تَقُولُ , قَالَ الرَّجُلُ: قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ الْفُضَيْلُ تَعْلَمُ مَا تَفْسِيرُهُ؟ قَالَ الرَّجُلُ: فَسِّرْهُ لَنَا يَا أَبَا عَلِيٍّ , قَالَ: قَوْلُكَ إِنَّا لِلَّهُ، تَقُولُ: أَنَا لِلَّهِ عَبْدٌ، وَأَنَا إِلَى اللَّهِ رَاجِعٌ , فَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ رَاجِعٌ , فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ , وَمَنْ عَلِمَ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَسْئُولٌ وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ فَلْيُعِدَّ للسُّؤَالَ جَوَابًا , فَقَالَ الرَّجُلُ: فَمَا الْحِيلَةُ قَالَ: يَسِيرَةٌ , قَالَ: مَا هِيَ قَالَ: تُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ يُغْفَرُ لَكَ مَا مَضَى وَمَا بَقِيَ , فَإِنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذْتَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِيَ ". (الحلية)
وعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِجُلَسَائِهِ: " يَا مَعْشَرَ الشُّيُوخِ: مَا يُنْتَظَرُ بِالزَّرْعِ إِذَا بَلَغَ؟ قَالُوا: الْحَصَادُ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: إِنَّ الزَّرْعَ قَدْ تُدْرِكُهُ الْعَاهَةُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ " (الزهد للبيهقي)
إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته وإلا عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير له من حياته.
وعن الضَّحَاكَ قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: " عِبَادَ الرَّحْمَنِ يُقَالُ لِأَحَدِنَا: تُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيُقَالُ: لِمَ؟ فَيَقُولُ: حَتَّى أَعْمَلَ، فَيُقَالُ لَهُ: اعْمَلْ، فَيَقُولُ: سَوْفَ، فَلَا يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ وَلَا يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ , وَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ أَنْ يُؤَخِّرَ عَمَلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يُحِبُّ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ عَرَضُ دُنْيَاهُ " (الزهد للبيهقي)
=============
وهذا البحث الذي بين يدينا قد قسمته لثلاثة أبواب
الباب الأول -أهمية الوقت في حياة المسلم
وفيه مباحث كثيرة نافت على الثلاثمائة وخمس وعشرين بحثا ومقالا كلها تدور حول أهمية الوقت وكيف نستفيد منه، وبعضها يحذر من تضييع الوقت، ويبين مغبته على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة.
الباب الثاني -أهمية الزمن في حياة المسلم
وفيه أبحاث نافت على ثمانية وثمانين بحثا ومقالا، كلها تدور حول أهمية الزمن في عمر الفرد والأسرة والمجتمع، وكيف نستغله أحسن استغلال، وتحذر من تضييعه، وتبين مغبة ذلك.
الباب الثالث -الفراغ أسبابه ونتائجه وعلاجه
وفيه أبحاث كثيرة نافت على المائة وثمانية عشر بحثا، كلها تحذر من الفراغ، وتبين أضراره على الفرد والأسرة والمجتمع، وفيها بيان لعلاج الفراغ وملئه بما يعود بالنفع والخير على البشر.
================
هذا وقد جمعت مادة هذا الموضوع من مواقع كثيرة أهمها:
صيد الفوائد
موقع المسلم اليوم
الشبكة الإسلامية
شبكة نور الإسلام
المختار الإسلامي
الإسلام سؤال وجواب
موقع المنبر
مجلة البيان
مجلة البحوث الإسلامية
وغيرها كثير .....
وكل مقال مذيل باسم صاحبه أو اسم الموقع المستقى منه
=================
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحافظ على الوقت، ويملؤه بطاعة الله تعالى، ولا يفرط فيه، وأن يملأ فراغه بما فيه خير البلاد والعباد.
كما أسأله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جامعه وقارئه والدال عليه وناشره في الدارين آمين.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) [الحشر/18 - 20]}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) [لقمان/33]}
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 22 شعبان لعام 1428 هـ الموافق ل 4/ 9/2007 م
¥