صافحت الشيخ الفقيه القاضي أبا عبد الله المقري في عام سبعة وخمسين وسبعمائة بمصافحته الفقيه الصالح أبا محمد عبد الله بن عبد الواحد بن إبراهيم المجاصي بمصافحته الشيخ أبا عبد الله زيان بمصافحته أبا سعيد عثمان بن عطية الصعيدي بمصافحته أبا العباس أحمد الملثم بمصافحته لعمر بمصافحته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنشادة
لأبي محمد بن حذلم
أنشدني أخي وسيدي الفقيه الفاضل أبو محمد بن حذلم لنفسه سريع كم من صديق شاب لي وده=ولم أزل أرويه من محضه حضوره عين على وده=وغيبه عين على بغضه ولم أكن أفعل هذا ولا=عجزت أن أجزي عن قرضه لكنه من سرني بعضه=أحب أن اصفح عن بعضه
إفادة
مصادر الرازي في تفسيره
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة؛ وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ إذا خالف أبو الحسين البصري في مسألة صعب الرد عليه فيها.
قال والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
إنشادة
لبعض الشعراء في الصحبة والمجاورة
حدثني القاضي أبو القاسم الحسيني شيخنا رحمه الله قال حدثني جدي للأم، قال كنت بالمشرق فدخلت على بعض المقرئين فألفيت الطلبة يعربون عليه قول امرئ القيس طويل كأن أبانا في أفانين ودقه=كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل فأنشد ولا أدري أهي له أم لغيره طويل إذا ما الليالي جاورتك بساقطٍ=وقدرك مرفوع فعنه ترحل ألم تر ما لاقاه في جنب جاره=كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل وسمعت بعض الناس ينشد في هذا المقصد طويل عليك بأرباب الصدور فمن غدا=مضافاً لأرباب الصدور تصدرا وإياك أن ترضى بصحبة ساقطٍ=فتنحط قدراً من علاك وتصغرا فرفع أبو من ثم خفض مزملٍ=يبين قولي مغرياً ومحذرا وهذا معنى قول الشاعر طويل عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه=فكل قرين بالمقارن يقتدي إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم=ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
إفادة
مباحثة في حد العلم
عند ابن الحاجب حدثنا الأستاذ أبو علي الزواوي، قال لما رحل أبو العباس أحمد بن عمران اليانوي من بجاية إلى تلمسان تاجراً لم يلبث أن جاء إلى مجلس أبي زيد بن الإمام مشتملاً في زي التجار، فجلس حيث انتهى به المجلس، فألفاهم يتكلمون في كتاب أبي عمرو بن الحاجب الأصلي في قوله في حد العلم صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض فلما أتموا البحث فيه نادى أبو العباس يا سيدنا هذا الحد غير مانع، فإنه ينتقض عليه بالفصل والخاصة. فقال له أبو زيد عرفنا من أنت؟ فقال له محبكم أحمد بن عمران. فقال له نشتغل الآن بضيافتك وحينئذ يقع الجواب، فأنزله منزل الكرامة وسأله عن حاجته وسبب قدومه من بجاية، فأخبره بأنه أتى متجراً، فأخبر أبو زيد بذلك السلطان أباتاشفين سلطاننا في ذلك الزمان وعرفه به وأجل قدره، فرفع عنه السلطان كلف المغارم ووظائف السلع ونقد له إلى ذلك مائتي دينار من الذهب، ثم قال له أبو زيد إن خف عليك أن تسلم على أخي فعلت. فلبى دعوته وأتى معه إلى أخيه عيسى فلما رآه قال له سمعنا عنك أنك أوردت على الأخ سؤالاً ارتفع به شأنك، وحظي عند السلطان مكانك، فأورده علينا حتى نتكلم فيه، فقرره بين يديه، فقال له يا فقيه إنما قال ابن الحاجب توجب تمييزاً، والفصل والخاصة إنما توجبان تميزا لا تمييزاً، وهذا جوابك.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه سريع حاذر طباع الصاحب السوء لا=تغدو إلى طبعك أو تطرق فالماء ضد النار لكنه=يعود إن جاورها يحرق
إفادة
سر جعل الكعبة
إلى جهة اليسار في الطواف
حدثنا الأستاذ أبو عبد الله البلنسي قال حدثنا الأستاذ الخطيب أبو عبد الله محمد بن مرزوق قال سألت أبي رحمه الله ونحن نطوف بالبيت الحرام زاده الله تشريفاً فقلت له لم كان البيت يجعل في الطواف إلى جهة اليسار، ولم يجعل إلى جهة اليمين وهو أشرف؟ فقال لي سرها يا بني أن القلب على جهة اليسار فجعل الشق اليسار الذي هو محل القلب إلى جهة البيت ليكون أقرب موافقة لقوله تعالى "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" فقلت له إن الطبيعيين وأهل التشريح أطبقوا على أن محل القلب الحقيقي هو الوسط لا الجهة اليسرى ولا اليمنى، نعم وضع رأسه مائلاً ذات اليمين قليلاً وإبرته مائلة ذات اليسار قليلاً، ثم وقفت المسالة فأنهيتها إلى الفقيه الطبيب العارف أبي عبد الله الشقوري فقال لي ما قلت للأستاذ حق، إلا أني أقول الحكمة في ذلك وجهان.
أحدهما أن جهة اليمين أقوى من جهة اليسار، وذلك مشاهد، والطواف سير دوري، ولا شك أن أبعد الجهات إلى المركز الذي هو جهة البيت أقوى حركة من الجهة التي هي أقرب إليه فجعل الشق الأيمن الأقوى إلى الحيز الذي الحركة فيه أقوى، والشق الأيسر الأضعف إلى الحيز الذي الحركة فيه أضعف ليتعادلا.
الوجه الثاني أن جهة اليسار من القلب هي محل الروح ومنبعه، ومنه ينبعث في الشريان الأعظم المسمى بالأبهر إلى جميع الجسد، ولذلك نجد حركة النبض في الجهة اليسرى، والروح أشرف ما في الجسد فجعل ذلك الشق موالياً للبيت الشريف ليكون الإقبال على بيت الله بما هو أشرف.
ص 14
¥