تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حملوا المفصل في الرد على الحضارة الغربية للشاملة 2+ ورد1 - 8]

ـ[علي 56]ــــــــ[10 - 09 - 07, 05:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين.

أما بعد:

فإنه عندما بدأ الغرب بالتقدم والمسلمون بالتأخر غزي المسلمون في عقر دارهم غزوا حضاريا شاملا، وقضي على الخلافة الإسلامية، وتفرق المسلمون أيدي سبأ، وصار المغلوب يقلد الغالب في كل شيء.

وقد انقسم الناس إزاء الغزو الحضاري للعالم الإسلامي، فمنهم من انبهر به واعتبره المثل الأعلى، وطالب المسلمين أن يحذوا حذوه – وهم العلمانيون ومن لفَّ لفهم - ويرى هؤلاء أن الدين سبب تأخر المسلمين وتخلفهم، فما على المسلمين إلا أن يطلقوه طلاقاً باتًّا حتى يتقدموا!!!!

ومنهم من رفض كل شيء جاء عن طريق الغرب، واعتبره رجساً برجس

ومنهم من فصَّل في الأمر فقبل الصالح مما عند القوم، ونبذ مما سواه من نتن وعفن، وهذا هو الحق.

والحضارة الغربية فاسدة في التصور والسلوك:

أما فساد التصور فهو يظهر من خلال نظرتها للإنسان والكون والحياة

أما نظرتها للإنسان فهو سيد الكون، حرٌّ طليق لا يقيده شيء، مهمته الطعام والشراب والشهوات والمتاع الرخيص، وهذه المهمة تشترك فيها الحيوانات الأخرى معه، وهم يرون أنه خلق عبثا، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (115) سورة المؤمنون

فأهدافه كلها دونية كما قال تعالى عن طبيعة الإنسان بشكل عام: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران

وأما نظرتها للكون فهي ترى أن هناك صراعا بين الإنسان والكون، وليس تناغما، ومن ثم فالمعركة حامية الوطيس بينهما ....

وأما نظرتها للحياة، فهي تنظر للحياة الدنيا فقط، ولا تؤمن بآخرة ولا بحساب ولا جزاء، ومن ثمَّ تعتبر أن فرصة الإنسان إنما هي في هذه الحياة ليس إلا (إذا هبت رياحك فاغتنمها) قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (64) سورة العنكبوت

وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد

وقال تعالى عنهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} (24) سورة الجاثية

ومن ثمَّ يستحيل أن تلتقي مع الحضارة الإسلامية في التصور أبدا فهما على طرفي نقيض

فالإنسان في التصور الإسلامي مخلوق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (21) سورة البقرة

ومستخلف في هذه الأرض قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير