تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن ثمَّ نلاحظ أن الحضارة الغربية تقوم على تأليه المادة وعبادتها، وتأليه البشر كذلك

أما الإنسان فهم يفرقون بين الإنسان الغربي صانع الحضارات!!!! وبين غيره من الناس

والإنسان – بنظرهم – حرٌّ يفعل ما يشاء فيأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ويلبس ما يشاء، ويتمتع بما يشاء دون قيد أو شرط

وكذلك يبيع ما يشاء ويشتري ما يشاء، يتعامل بالربا والقمار والبغي والغش والاحتكار والنهب والسلب وأكل أموال الناس بالباطل

والمرأة عندهم حرة طليقة تتزوج من تشاء وتطلق من تشاء وتعمل ما تشاء لا حسيب ولا رقيب وتبيع ما تشاء وتشتري ما تشاء ...

ونظرتهم للغير قائمة على الاحتقار والازدراء، ومن ثم في سبيل مصالحهم الفانية لا حرج من استعباد الشعوب ونهب خيراتهم، ولا حرج من تدمير المدن على رؤوس أصحابها، لا حرج من إهلاك الحرث والنسل، لا حرج من الحفاظ على الكلاب وتجويع ملايين الشعوب!!!!

لا حرج من العبث في كل شيء

وهي قائمة كذلك على الحقد والتعصب والهوى والفوقية فلا تصدِّرُ للآخرين سوى وسائل الدمار والهلاك

فهي محرومة من القيم والمثل العليا، وتكيل بألف مكيال، ويقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون

وعدوهم الأول هو الإسلام والمسلمين، ومن ثم فإنهم يصفون الإسلام بكلِّ نقيصة لينفروا الناس منه ويحاربون أهله على كافة الأصعدة والأطر – كما بينا سابقا في موسوعة الرد على الغزو الفكري والثقافي، وموسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة -

ومن ثمَّ فعلى صعيد السلوك لا تلتقي الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية بحال.

=============

والذين يظنون أنه يمكن اللقاء بيننا وبين الحضارة الغربية عن طريق الحوار فهم واهمون يقينا وذلك لأمور:

الأول- الاختلاف الجذري بين التصور الإسلامي والتصورات الجاهلية

الثاني – أن الغرب يشعر بالفوقية، وينظر لغيره بالدونية فكيف ينجح الحوار؟

الثالث- أن الغرب ينظر للإسلام من خلال واقع المسلمين المأساوي

الرابع- الضعيف لا يسمع لكلامه أحد – مهما كان منمقا- ما لم تكن هناك قوة تحمي هذا الكلام وتدافع عنه، فأين هي؟!!!!

فالعالم اليوم في غابة موحشة ومقفرة والبقاء للأقوى فيها، وصدق الله العظيم عندما قال: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)} سورة التوبة

وقال تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) [البقرة/221]}

===============

ولا بد من اليقين بأن هذه الحضارة مآلها إلى زوال حتما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير