تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابنه أحمد بن محمد الشوكاني-عند قول والده: (وإذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة): (لهم في الصوم لعدم التقيد بمحل ولا بلد، وقول ابن عباس الذي أخبره أنه رأى الهلال بالشام: (لكنا لا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين). لا حجة فيه لعدم التصريح منه بأن النبي r نهى عن موافقة أهل البلد الآخر في رؤية الهلال. وأما قوله: (هكذا أمرنا رسول الله r). فالمراد به إكمال العدة) [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn30).

وقال العلامة صديق حسن خان عند قول الشوكاني: (وإذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة): (وجهه الأحاديث المصرحة بالصيام لرؤيته والإفطار لرؤيته، وهي خطاب لجميع الأمة، فمن رآه منهم في أي مكان، كان ذلك رؤية لجميعهم ... وفي (المسوى) [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn31): لا خلاف في أن رؤية بعض أهل البلد موجبة على الباقين، واختلفوا في لزوم رؤية أهل بلد أهل بلد آخر) [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn32).

وقال الإمام النووي: (وقال بعض أصحابنا: تعم الرؤية موضع جميع أهل الأرض، فعلى هذا نقول: إنما لم يعمل ابن عباس بخبر كريب لأنها شهادة فلا تثبت بواحد). وقال السندي: (يحتمل أن المراد به أنه لا يقبل شهادة الواحد في حق الإفطار أو أمرنا أن نعتمد على رؤية أهل بلدنا ولا نعتمد على رؤية غيرهم) [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn33).

وكتبه عبيد ربه أبو عاصم عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي< SUP> في تطوان 7/ من شعبان/1423هـ وقرأه مرة ثانية 29رجب 1428هـ بالسجن المحلي بتطوان.< SUP>

بسم الله الرحمن الرحيم< o:p>

الحمد لله ناصر الحق، وهازم الباطل، وخاذل أربابه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد أحبابه، والرضا عن آله الكرام، وخيار أصحابه [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn34) وعمن تبع < o:p>

هديه [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn35) وتأدب بآدابه. أما بعد: فإن شقيقنا الحافظ أبا الفيض ألف كتاباً سماه: (توجيه الأنظار إلى توحيد المسلمين في الصوم والإفطار)، دعا فيه إلى وجوب اتحاد المسلمين في صيام رمضان، وفطرهم منه، تفادياً لما يحصل في كل سنة من التفرقة والاختلاف، حيث نجد البلاد الحجازية يبتدئ رمضان فيها يوم الجمعة مثلاً، ويبتدئ في مصر يوم السبت، أما المغرب فيبتدئ يوم الأحد، ويحصل مثل هذا الاختلاف في عيد الفطر، وفي عيد الأضحى، وهذا يورث بلبلة في الأفكار، وتباعداً بين المسلمين، وربما يؤدي إلى قطيعة وتصارم [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn36) فإن الحجاز أو العراق حين يعلم أن مصر أو ليبيا مثلاً لم تعمل برؤيته مع ثبوتها بالطريق الشرعي يحصل له نفورٌ واشمئزازٌ، يستمر على طول الأيام، حتى ينتهي إلى جفاء، وهذا خطر كبير، يزيد في التفرقة بين المسلمين، ويساعد على تشتيت جهودهم، فكان تلافي هذا الخطر، بتوحيد المسلمين في مواسمهم الدينية، من صيام وفطر، وتضحية، أمراً بالغ الأهمية، يؤيده الدين بتعاليمه السمحة المرضية، وتقتضيه ظروفهم السياسية، ودعا إليه مؤتمر علماء المسلمين المنعقد بالقاهرة المعزية [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn37)، وهو مع ذلك مذهب المالكية والحنفية، لكن شخصاً يحب العناد لأجل العناد، ويهوى الخلاف لذات الخلاف. آلمه أن يسبق أبو الفيض إلى هذه الفكرة النبيلة السامية، التي تواطأ على الدعوة إليها علماء ومثقفون من مختلف البلاد الإسلامية، ولم يستطع إبطالها بدليل، أو تعليل، لأن كتاب: (توجيه الأنظار) محَّصَ الأدلة ونقحها، واستعرض الآراء وسبرها، ودلل وعلل، وحاجج ونافح، وقدم للقراء بحثاً محرراً، منقحاً مهذباً، ليس فيه ثلمة [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn38) ولا (لوائد) أن يزيد عليه كلمة. فماذا يفعل صاحبنا المريض بالعناد والخلاف؟ لقد جهد جهده، وأكل ذهنه، وعصر مخه واستلهم رئيه، ثم طلع بما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير