تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نشره لمؤلفه الأول، فرأى إضافتها كلها إلى معارفه السابقة التي جسدها في كتاب هذا والذي فعل فيه ما فعله في الأجزاء الثمانية من كتابه السابق من تقصي كل ما يرد عن موضوع من الموضوعات في الكتابات وفي الموارد الأخرى، وتسجيله وتدوينه ليقدم للقارئ أشمل بحث وأجمع مادة في هذا الموضوع. فغايته من هذا الكتاب أن يكون "موسوعة" في الجاهلية والجاهليين، لا يدع شيئاً إلا ذكره في محله، ليكون تحت متناول يد القارئ. فيكون الكتاب للمتخصصين والباحثين وللذين يطمحون في الوقوف على حياة الجاهلية بصورة تفصيلية.

أما المؤرخ الكبير جواد علي (1907 - 1987) فقد ولد ببغداد، وهو في المرحلة الإبتدائية ألف كتاباً (التاريخ العام) 1927 وأثار به دهشة الصحافة وقدمت إليه هدايا كثيرة منها (ساعة ثمينة) قدمها إليه وزير الأوقاف (أمين عالي باش أعيان) ونشر الكتاب محمود حلمي صاحب المكتبة العصرية مقابل حق تملك (120) روبية .. وكان هذا الكتاب دافعاً قوياً له في السير بطريق الذاكرة التاريخية .. عندما درس التاريخ في الجامعة الألمانية 1933 إلتقي أساتذة التاريخ الكبار وحاورهم في أصل منشأ التاريخ ونشرت محاوراته في الصحف الألمانية، ونازل وساجل مؤرخي النازية بروح قومية حضارية متجددة وقرأ الزعيم الألماني هتلر بعض مقالاته واجتمع به مرات عدة، ودعاه هتلر إلي مؤتمر الحزب النازي وأجلسه بقربه مرحباً به مؤرخاً عربياً واسع الآفاق لكن جواد علي قام يجادل هتلر (بعيداً عن عواطف الترحيب) معتمداً رأي الألمان النازيين بشأن أصل القوميات .. وسمع لأول مرة في هذا المؤتمر: (إنك مؤرخ عالمي)، فبقيت العبارة تزكي فيه حلم أن يؤرخ كبيراً كبيراً .. !

كانت أسرة ابيه تسكن محلة الشيخ بشار بكرخ في بغداد، وكانوا يشتغلون في التجارة والبستنة، وبعد زواج ابيه إنتقلوا إلي دار جده لأمه (خليل الشهربلي) الواقعة في دربونة حسين الصراف في مدينة الكاظمية، وفي تلك الدار ولد جواد علي وتخلق بأخلاق الكاظمية ..

أكمل الإبتدائية في مدينته وتأثر بسلوك معلمه فاضل الجمالي (رئيس الوزراء الأسبق) ودخل كلية الإمام الأعظم ودرس فيها جزءاً من الثانوية متأثراً بأستاذه حمدي الأعظمي ثم درس الجزء الآخر في الثانوية المركزية ودخل دار المعلمين العالية 1929، وعندما تخرج فيها 1933، رحل ببعثة لدراسة التاريخ في القسم الشرقي بالجامعة الألمانية فدرس التفسير وعلوم العربية والجغرافيا- خريطة الشريف الإدريسي ..

وفي سنة 1936 إنتقل إلي جامعة (همبرك) وتعرف فيها علي تاريخ اليمن والعرب القدامي وكرس وقته لدراسة الخط المسند وبه فتح أسرار الأنساب العربية وممالك العرب الأولي .. وعبر جميع دراساته في ألمانيا تحاور وأفاد من أساتذته الألمان وكانوا أيضاً مؤرخين كباراً لهم شهرة عالمية ومنهم: (ميثوخ) و (شيدر) و (بيورك) والمؤرخ الشهير (شتروتمن) المختص بفقه الزيدية وتاريخ اليمن وخارج الجامعة أقام جواد علي علاقات وثيقة مع المؤرخين الألمان الكبار ولاسيما مع المؤرخ (راتجن) الذي كلفه الإمام يحيي بالقيام بأعمال الحفر والتنقيب مع زميله (هيرمان فون ويزمن) سنة 1928.

ونال الدكتوراه بامتياز سنة 1938 عن أطروحته (المهدي: الإمام الثاني عشر وسفراؤه الأربعة) .. ولم يطبعه لعلةِ في ظروف يومئذٍ، وبعد عودته عين في دار المعلمين العالية أستاذا ..

وبقيام حركة مايس 1941 تطوع للحرب (ضابط احتياط) وأرسل إلي القرنة للإلتحاق برتل دجلة، ولما انتهت المقاومة رجع إلي بغداد وألقي القبض عليه وسجن في سجن (الفاو) ثلاثة أشهر وأطلق وكان في الشهر الأول من زواجه ..

تولى وظيفة سكرتير (لجنة التأليف والترجمة والنشر) في وزارة المعارف سنة 1945، ثم تحولت هذه اللجنة إلي (المجمع العلمي العراقي) 1947 فكان عضواً مؤسساً فيه وسكرتيراً له مزمناً، وطبع المجمع أهم كتبه، وفي مجلته كان ينشر أبرز مقالاته التاريخية .. وله عضويات أخري في مجمع القاهرة والأردن والهند ..

وفي عام 1958 أوفد الزعيم عبد الكريم قاسم (وصفي طاهر) ليقنع جواد علي بتعيينه وزيراً للثقافة، فأجاب المؤرخ الكبير (قل للزعيم إنني لا أؤيد سياسة غير متوازنة) وكان وصفي طاهر أحد أقربائه وأنسابه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير