و ذكر من هذه الأعمال الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و القدح فيهم، يقول: ولهذه القبيحة تاريخ مؤلم طويل، فإنه مما أصل العداء بين الفريقين .. ، و لو أراد أحد أن يبحث عن الأضرار الناجمة عن هذه البدعة المشؤومة لاحتاج إلى تأليف كتاب كبير.
ومنها التقية، و يقول: إنها من نوع الكذب والنفاق، و هل يحتاج الكذب والنفاق إلى البحث عن قبحهما؟
و منها إقامة المآتم للحسين، و ما يجري فيها من ضرب الجسد بالسلاسل، و جرح الرأس بالسيف و صنع الجنائز، و إقفال البدن و غير ذلك .. و يذكر أن شيخ الشيعة يروون في فضلها أحاديث كثيرة، والحقيقة أنها بدعة في الإسلام، و ما يروون من الأحاديث افتراء على الله، و هذه الروايات تجرئ الناس على المعاصي، و تصرفهم عن التقيد بالحلال والحرام، والاهتمام بأمر الدين
ومنها عبادة القبب التي يصورها بقوله: فقد شادوا على قبر كل واحد من أئمتهم قبة من الذهب أو الفضة، وبنوا مباني و نصبوا خداماً فيقصدها الزائرون من كل فج عميق، فيقفون أمام الباب متواضعين، و يستأذنون متضرعين، ثم يدخلون فيقبلون القبر، و يطوفون حوله، و يبكون و يبتهلون و يسألون حاجات لهم فهل هذه إلا العبادة؟
و يرد على جوابهم بأنهم يستشفعون بهم فيقول: إن الله لا حاجة إلى الاستشفاع عنده .. ثم إن هذا الجواب هو عين جواب المشركين في قولهم كما حكى الله عنهم {هؤلاء شفعاؤنا عند الله}
- ب جوانب تستحق الإشادة:
في الكتاب جوانب كثيرة من الجدير بالقارئ أن يمعن النظر فيها لما تدل عليه من عمق نظرة المؤلف و قوته، و شجاعته، نشير إلى بعضها بإيجاز:
- فمن ذلك ما يبرز في الكتاب من إيمان الرجل بالله، و صحة تدينه، و نظرته الصحيحة لكثير من قضايا الاعتقاد، كتوحيد الربوبية و توحيد الألوهية، والنبوات .. وغير ذلك و لعل هذا أثر لتعلقه بالقرآن، ذلك التعلق الذي يتضح من كثرة استشهاده بالآيات القرآنية على ضلالات الرافضة، ومن رده لقضية الإمامة بأنها لو كانت حقاً - بالصورة التي يعتقدونها هم – لورد في القرآن ما يدل عليها، و ذلك لخطورتها و عظم شأنها في دين الرافضة.
بل إنه يذكر في بعض قصصه و مناظراته أنه كان يتلوا بعض سور القرآن، و ذلك في مناظرته مع أحد الشيخين، و هي مناظرة عميقة الدلالة في متانة دين المؤلف و قوة حجته.
و لا التفات بعد ذلك لما يرميه به الرافضة من الإلحاد، فقد ذكر هو في الكتاب هذا أنه حينما أنكر عليهم زيارة المشاهد، و بذل الأموال الطائلة فيها، وصفه أحد علمائهم بأنه لا دين له.
و قد أنكر المؤلف كثيراً من الضلالات الرافضية كزيارة المشاهد و عبادة القبب والقبور، و شد الرحال إليها والطواف حولها، والبكاء والتضرع والتوسل بالموتى.
و أثنى على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، و أنها أثرت في طائف المسلمين كلهم غير الروافض، فإنهم لم يكترثوا بما كان و لم يعتنوا بالكتب المنتشرة و الدلائل المذكورة أدنى اعتناء، ولم يكن نصيب الوهابيين منهم إلا اللعن والسب كالآخرين!.
- ومن الجوانب البارزة في الكتاب بروزاً تاماً براءة المؤلف من دين الرافضة، و إنكاره له، ونعيه على منتحليه فهو يسميهم: الرافضة، أو الروافض في أغلب المواضع، حتى قال: و لكي يزيد القارئون بصيرة في أمر هؤلاء الروافض آتي هنا بخلاصة منها (يعني من أسطورة الأسد).
و يقول: التشيع ليس إلا طريقاً للضلالة والعوج! و هؤلاء (يعني الأبواب) ليسوا إلا ملومين، ويستحقون الذم!.
و يصف النواب و غيرهم من مقدمي الشيعة بأنهم كانوا ضعفاء الإيمان بالله، و النبي و دينه، ويستدل على ذلك باجترائهم على الله والدين، و جعل الأكاذيب و تأويل الآيات و تحريف الأخبار و إنكار المشهودات، و إحداث البدع و شق عصا المسلمين، و أخذ الأموال المحرمة من الناس و تهارشهم عليها!.
و ينكر على الأئمة المزعومين عدم مجاهرتهم بحقهم المدعي، و يخاطب الرافضة قائلاً: إن كان إمامكم لم يقر بحقه، و لم ينل الخلافة، فكيف كان يتسمى بالخليفة؟ و يدعو أناساً إلى طاعته، صارفاً إياهم عن طاعة الخلفاء المعاصرين؟ أم يكن هذا منه شقاً لعصا المسلمين؟ ألم يكن هذا هدماً لأساس الدين؟
¥