و ينتقد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أجرى من دماء أهل السنة أنهارا. و هذا يوضح ميل المؤلف الصريح لأهل السنة و دولتهم، وانتقاده صرف زعماء الشيعة للناس عن طاعة خلفاء الإسلام، و شقهم العصا، و تفريقهم الكلمة، و هدمهم الدين.
و يصف الرافضة بالكفر و الإلحاد؛ لأنهم أفرطوا في إسباغ الأوصاف الخيالية على أئمتهم المزعومين و يقول: نحتاج إلى كلام طويل لنوضح ضلال هذه الطائفة عن الدين، و توغلهم في الكفر.
و هو أخيراً يخاطب الرافضة خطاب البريء منهم، الخارج من جملتهم، و من ذلك قوله عن (كريم خان): إنه يضرب السكة باسم إمامهم.
- و من الجوانب البارزة عناية المؤلف بالنقد العقلي لأصول الرافضة، و بيان ما هو الحق، و هو مبرز في هذا بشكل ظاهر، وإليك هذه الأمثلة المتفرقة:-
- أ إن العوام لا يحسبون من الله إلا كل أمر خارق للعادة، أو شاذ لا يقع إلا نادراً، فترونهم يرون الأشجار قد ازدهرت في الربيع فلا يتعجبون، ولا يحسبونه من آثار قدرة الله، و لكن إن ازدهرت شجرة في الخريف أخذتهم الهزة، فترونهم يحركون رؤوسهم، و يقولون: انظر إلى قدرة الله.
- ب إنكاره أن يتبرأ النبي صلى الله عليه و سلم من علم الغيب، و يدعيه هؤلاء!
- جـ في المناظرة البديعة التي جرت له مع رجل من علماء الشيعة ممن ينسبون إلى علي دعوى التصرف في الكون، فقال له المناظر: أتكذّب علياً؟ فرد المؤلف: لابد لنا من أحد أمرين: تكذيب علي، أو تكذيب البرسي، فاختر أيهما شئت!.
- د ما ذا كان يفعل الإمام الغائب بالمال، و هو معتزل عن الأمور لا يقوم بها؟
- هـ إذا كان الأئمة المستورون حججاً لله على خلقه، فكيف يكونون كذلك و هم مستورون لا يعرفهم الناس؟
- و لماذا لم يظهر المهدي في بعض الفرص المواتية، عندما استولى آل بويه على بغداد؟ ثم عندما قام إسماعيل الصفوي؟ ثم عندما كان كريم خان يضرب على السكة اسم صاحب الزمان؟
- ز و في دعوى النص على الخليفة يقول: إن كنتم تحادثوننا عن الإسلام فأتوا بدليل منه، و إن كنتم تحادثوننا عن آرائكم فصرحوا به!.
- حـ و في الرد على دعواهم وصية النبي صلى الله عليه و سلم عند موته لعلي، يقول: ليت شعري هل كان النبي صلى الله عليه و سلم لا هم له إلا ذكر علي، و سوقه إلى الخلافة من بعده؟ ثم يقول: والرزية أن يسند ذوو أهواء إلى الله و رسوله كل ما يهوون!
- و نرى ضرورة الإشارة الخاصة إلى احترامه لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم – على سبيل العموم – و نقده الرافضة لوقيعتهم فيهم نقداً قوياً.
- و قد تحدث في موضوع خاص ضمن الأفعال القبيحة الناتجة عن التشيع عن _ القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – و ذلك في الفصل الثالث.
- و قد اعتبر المؤلف زعم الشيعة بأن أبا بكر و عمر من المنافقين من الوقاحة.
- و قال إن من فضائع الشاه إسماعيل الصفوي بعثه الناس على ثلب أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم.
- و دافع عن عمر و ما قاله ساعة موت النبي صلى الله عليه و سلم ... ، و قال: فأي ذنب أتى عمر حتى يرتد أو ينكشف كفره ونفاقه؟
- و من جملة كلامه في هذا قوله: و أما ما قالوه عن ارتداد المسلمين بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم إلا ثلاثة أو أربعة منهم، فاجتراء منهم على الكذب و البهتان، فلقائل أن يقول: كيف ارتدوا و هم كانوا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم؟ آمنوا به حين كذبه الآخرون، ودافعوا عنه، و احتملوا الأذى في سبيله، و ناصروه في حروبه، و لم يرغبوا عنه بأنفسهم.
ثم أي نفع كان لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله؟ فأي الأمرين أسهل احتمالاً: أكذب رجل أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة؟ أو ارتداد بضع مآت من خلص المسلمين.
و مع هذا الموقف المشرف الذي يشاد به إلا أن للمؤلف طعنات و وخزات في بعض الأصحاب، تأتي الإشارة إليها في الموضوع التالي.
- جـ استدراكات .. .. و ملحوظات:-
¥