تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيها الإخوة، إذا كانت محبة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ينبغي أن تكون أكثر من محبة كل محبوب كمًّا وقدْرًا؛ فهي _ كما ثبت بالدليل القطعي _ أشد من محبة النفس والوالد والولد والأخ والزوجة والعشيرة والمال والديار. فكيف _ إذن _ تكون محبته _ صلى الله عليه وسلم _ بالكيف؟ أو كيف نكون صادقين في محبتنا له؟.< o:p>

والجواب: حتى تكون نكون صادقين في محبتنا لابد أن يتوافر فيها ثلاثة شروط، وإلا كانت مجرد ادعاء لا بينة له:< o:p>

الشرط الأول: معرفة هديه وسيرته صلى الله عليه وسلم: < o:p>

قال الله تعالى: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) (المؤمنون:69). ففي الآية الكريمة استفهام إنكاري معناه: ليس هناك من مبرر على الإطلاق للجهل بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.< o:p>

وعن إسماعيل بن محمد بن سعد [5] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn5) قال: (كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ويعدها علينا، وسراياه، ويقول: يا بَنِي هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها) < SUP>([6] (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn6)).

وعن علي بن الحسين قال: (كنا نُعلَّم مغازي النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وسراياه، كما نعلَّم السورة من القرآن) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn7).

أما نحن _ أيها الإخوة _ فماذا نعلم أبناءنا؟ < o:p>

لو أننا الآن جعلنا من بيوتنا، من مساجدنا، من مدارسنا ... قاعة امتحان، ثم طرحنا هذا السؤال: اكتب في صفحة واحدة ما تعرفه عن سيرة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ تُرى كم ستكون نسبة النجاح؟! < o:p>

الشرط الثاني: اتِّباع سُنَّته صلى الله عليه وسلم: < o:p>

قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).< o:p>

أرأيتم _ أيها الإخوة _ كيف توسط اتباع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الحب المتبادل بين العبد وبين الرب جل جلاله! وهذا يؤكد أن لا حب بلا اتباع؛ فالذي لا يتبع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ في أمره ونهيه لن يكون محبًّا لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.< o:p>

وصدق ابن المبارك _ رحمه الله تعالى _ حين قال: < o:p>

لو كان حبك صادقًا لأطعته إن المحب لمن يحب يطيع< o:p>

الشرط الثالث: التضحية من أجله صلى الله عليه وسلم: < o:p>

قال الله تعالى: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) (التوبة: من الآية120). < o:p>

وقال سبحانه: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب: من الآية6). < o:p>

ومعناه: (أحق بالمؤمنين به من أنفسهم) [8] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn8).

وعن أنس _ رضي الله عنه _ قال: " لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ _ صلى الله عليه وسلم _ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ [9] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn9)، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلاً رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ؛ كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاثًا [10] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn10)، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ: انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ! قَالَ: وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ _ صلى الله عليه وسلم _ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ؛ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! لا تُشْرِفْ؛ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ! ... " [11] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn11).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير