تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو عمر: وقد ثبت مثل هذا عن محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي زياد وأبي إسحاق ومغيرة وهشيم بن بشير.

ولقد رُوي أن جماعة من أصحاب هشيم /13أ/ اجتمعوا يومًا على ألاّ يأخذوا منه التدليس، ففطن لذلك، فكان يقول في كل حديثٍ يذكره " حدثنا حصين، ومغيرة عن إبراهيم، فلما أفرغ، قال لهم: هل دلست لكم اليوم؟ فقالوا: لا. فقال: لم أسمع من مغيرة حرفًا واحدًا مما ذكرته، إنما قلت " حدثني حصين، ومغيرة غير مسموعٍ لي ".

وأخبرنا ابن داود، حدثنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت القواريري يقول: كتب وكيع إلى هشيم: إنك تفسد أحاديثك بهذه التي تدلسها. قال: فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، كان أستاذاك يفعلانه؛ سفيان والأعمش.

والضرب الثالث: قومٌ يدلسون عن أقوامٍ مجهولين لا يدرى من هم، ولا من أين هم.

فمنهم سفيان الثوري، يروى عن: أبي همام السكوني، وأبي مسكين، وأبي خالد الطائي، وغيرهم من المجهولين ممن لم يوقف حذاق المحدثين على أسمائهم غير أبي همام، فيقال اسمه: الوليد بن قيس. والله أعلم

ومنهم أيضًا شعبة بن الحجاج يحدث أيضًا عن جماعة من المجهولين،

وكذلك بقية بن الوليد يحدث عن جماعة لا يوقف على أسمائهم ولا عدالتهم حتى قال أحمد بن حنبل – رحمه الله -: إذا حدث بقية عن المشهورين فروايته مقبولة، وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة.

والضرب الرابع: قوم يدلسون أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أسماءهم وكناهم لئلا يعرفوا /13ب/

قال علي بن المديني: كل ما في كتاب ابن جريج " أخبرت عن الحصين، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة " فهو عن إبراهيم بن أبي يحيى.

حدثنا عبد الرحمن بن عثمان الزاهد، قال قاسم بن أصبغ، قال أحمد بن زهير، قال: وسمعت يحيى بن معين يقول حديث: " من مات مريضًا مات شهيدًا " رواه حجاج، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان. وإنما كان يكني ابن جريج، فيقول: ابن [أبي] عطاء، وإنما هو إبراهيم بن أبي يحيى.

حدثنا خالد بن حمدان المالكي، حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا أحمد بن شيبان، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات مريضًا مات شهيدًا ووقي فتَّاني القبر، وغدي وريح عليه برزقه من الجنة ".

أخبرنا عبد الوهاب بن منير، قال: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عباس الدوري، حدثنا يحيى بن معين، قال: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب، كان ابن جريج يقول فيه: إبراهيم بن أبي عطاء، يكني عن اسمه، وهو إبراهيم بن أبي يحيى، كان رافضيًا قدريُا ليس بثقة.

أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدّل، حدثنا عمر بن محمد بن سليمان العطار، حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدثنا أبو زرعة الرازي، حدثنا /14أ/ ابن نمير، حدثنا أبو خالد الأحمر، قال: سمعت الكلبي يقول: قال لي عطية: قد كنيتك بأبي سعيد، فإذا قلت حدثنا أبو سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمرو: وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة، فيقول: حدثنا إسحاق.

قال سليمان الشاذكوني: من أراد التدين بالحديث، فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة إلا ما قالا " سمعتاه ".

والضرب الخامس: قومٌ يدلسون عن قوم سمعوا منهم الكثير، وربما فاتهم الشيء عنه فيدلسونه.

قال علي بن المديني: ربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أنه يدلس يقول: عشرة عن زيد - منهم مالك بن مغول – عن مرة، عن عبد الله: " إن الله قسم بينكم أخلاقكم ... ".

قال علي: وكان زهير وإسرائيل يقولان: عن أبي إسحاق انه كان يقول: ليس أبو عبيدة حدثني ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن ابيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة.

قال سليمان الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا اخف؛ قال: أبو عبيدة لم يحدثني فلان عن عبد الرحمن، عن فلان، عن فلان، ولم يقل: حدثني فحار الحديث وسار.

والضرب السادس: قوم يروون عن شيوخٍ لم يروهم قط، ولم يسمعوا منهم، إنما قالوا " فلان " فحمل ذلك عنهم على السماع، وليس عندهم سماعٌ عالٍ ولا نازل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير