تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حمل كلمة تاريخية عن المكتبة الأزهرية (وورد)]

ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[26 - 01 - 08, 08:52 ص]ـ

كلمة تاريخية عن المكتبة الأزهرية

لأبي الوفاء المراغي

من مخطوطات المكتبة الأزهرية

الرقم الخاص 4292

الرقم العام 55299

تاريخ

مخطوطة من ملتقى أهل الحديث (مصورة)

بسم الله الرحمن الرحيم

و لله الحمد و به الاستعانة و على رسوله أفضل الصلاة و التسليم و بعد: فهذه كلمة تاريخية عن المكتبة الأزهرية سيقدرها من يعرف قيمتها التاريخية و قد يحقرها ذو الثقافة السطحية و على كلا الحالين فقد أديت بها واجبا الله أعلم بنيتي فيه و حسبي منه حسن الجزاء.

لم تظفر المكتبة الأزهرية العامة – و هي المؤسسة العلمية الخالدة – بقسط من عناية المؤرخين فتفرد ببحث تاريخي خاص يجمع شتات هذه النبذ المتفرقة في المراجع التاريخية و قد لا يكون هذا غريبا إذا عرف أن الأزهر و هو الجامعة التاريخية التي حملت رسالة الدين و اللغة ألف عام لم تتح لها هذه الفرصة فتفرد بمؤلف تاريخي خاص يليق بمكانتها

لهذا رأيت أن أفرد هذه المؤسسة بكلمة تاريخية بقدر ما تسعفني بها المراجع أتلافى بها هذا التقصير، و قد استحسنت أن أنشرها تباعا في مجلة الأزهر إن أمكن علِّي أظفر من قرائها و بخاصة أصحاب الفضيلة العلماء الذين عاصروا إنشاءها بمعلومات تعينني على إتمام هذه الكلمة على وجه يليق بمكانة المكتبة و يرضى عنه المخلصون و ها هي ذي كلمتنا.

1) مكانة المكتبة الأزهرية

المكتبة الأزهرية العامة من أشهر المكتبات في العالم يعرفها أهل البصر بالكتب و الباحثون عنها من الشرقيين و الأوربيين و يشيرون إلى ما فيها من نفائس الكتب في مؤلفاتهم عن الكتب و المكتبات كبروكلمان و غيره لانتسابها إلى الأزهر ذلك المعهد العتيق الذي طوى من العمر ألف عام يطاول الأيام و تطاوله الأيام و ينزل برغم الحوادث مقاما فوق مقام و يهتدي بنور معارفه الدينية و اللغوية المسلمون في سائر أقطار الإسلام و المكتبة الأزهرية ثانية دور الكتب في مصر من حيث عدد ما فيها من الكتب و احتواؤها كثيرا من نوادرها. على أنها تفوز بالحظ الأوفر من تقدير العلماء و حسن ظنهم لمكانتها الدينية و انتسابها إلى الجامعة الأزهرية

2) متى أنشئت؟ من أنشأها؟ كيف أنشئت؟

من نظم الأزهر نظام الأروقة – و الرواق هو البناء الذي يسكنه جماعة من الطلبة متحدي الجنس أو المذهب كرواق الأتراك و المغاربة و السنارية و الحنفية – و قد أنشأ هذه الأروقة أهل البِّر من المسلمين تيسيرا لطلب العلم و ابتغاء المثوبة و للأزهر جملة من الأروقة يبلغ عددها 29 رواقا و آخر ما أنشئ منها الرواق العباسي و هو أوسعها و أفخمها أنشأه عباس باشا حلمي الثاني سنة 1315 هـ و قد كان فيه تمام التيسير على طلبة العلم أن يكون للرواق مكتبة خاصة به تبتدئ بعدد قليل من الكتب يقفها أهل الخير ثم تتكاثر و على هذا كان لكثير من الأروقة مكتبات خاصة لا تخضع لنظم المكتبات التي عرفت أخيرا بل كان الانتفاع بها متروكا لمن ينشره من أهل الرواق أو غيرهم و ليس في التاريخ نص صريح على أنه كان للأزهر مكتبة عامة قبل هذه المكتبة كما أنه يتعذر تحديد الوقت الذي أنشئت فيه مكتبات الأروقة و كل ما يمكن أن يقال عنها أنها قديمة أو قديمة جدا و قد لبثت مكتبات الأروقة على النحو الذي ذكرنا من عدم الضبط و إهمال الرقابة إلى الوقت الذي أفاق فيه الأزهر على صوت مصلحه و باعث نهضته و مجدد مجده الإمام محمد عبده فقد كان فيما تناوله تفكيره في الإصلاح في الإصلاح إنشاء مكتبة أزهرية عامة تجمع شتات هذه الكتب المتفرقة في مكتبات الأروقة و تحفظ ما بقي من ذلك التراث العلمي الذي خلفه علماء المسلمين و بخاصة علماء الجامع الأزهر في العصور المتعاقبة من العبث و الضياع فقد ذكر بعض الباحثين (1) أن كثيرا من نفائس الكتب التي كانت مودعة بمكتبات الأروقة تسرب إلى أيدي علماء أوروبا بواسطة سماسرة الكتب و استغلال الجهل و الضعف الخلقي في نفوس القائمين على هذه المكتبات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير