تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما المدرسة الطيبرسية فهي على يمين الداخل إلى الأزهر من بابه الغربي المذكور و قد أنشأها علاء الدين الطيبرسي نقيب الجيوش المصرية و فرغ من عمارتها سنة 709هـ و جعل له بها مدفنا دفن به و قد عرف بالصلاح و التقوى فاتفق أنه لما فرغ من بناء هذه المدرسة أحضروا له حساب مصروفها فاستدعى بطست فيه ماء و غسل أوراق الحساب بأسرها من غير أن يقف على شيء منها و قال «شيء خرجنا عنه لله لا نحاسب عليه»

و قد شغلت المكتبة أولا المدرسة الأقبغاوية لاتساعها و استقلالها بعض الاستقلال و لما ضاقت بالكتب ضمت إليها المدرسة الطيبرسية

و يقول الشيخ عبد الكريم سليمان ‹5› و لما جاءت للمجلس فكرة جمع هذه الكتب في مكان واحد و إصلاح ما أفسدته منها هذه الأيدي و تسهيل الانتفاع بها اختار المكان المعروف في الأزهر برواق الأتبغاوية و كتب لديوان الأوقاف سنة 1314 فأرسل من أخذ المقايسة لإصلاحه و إنشاء ما يلزم له من الخزائن التي توضع فيها الكتب ثم عرض الأمر على الجناب العالي فأقره مستحسنا له و خرج هذا العمل من [ ... ] إلى الفعل و تهيأ المكان لما وجد له من وضع الكتب و حفظها فيه من الانتفاع بها تحت ضوابط و نظامات و شرع عمالها في إنفاذ ما عهد إليهم من أول مايو سنة 1897 الموافق شعبان سنة 1314

و يقول و اشتريت كتب كثيرة من كثير من التركات حتى ضاق بها المكان على سعته فاضطر المجلس إلى أخذ مكان آخر من الأزهر أصلحه ديوان الأوقاف و عمل فيه ما عمل في الأول و امتلأت خزائنه أيضا بمعتبرات الكتب و نفائسها مما يتجدد شراؤه كل عام»

و بالمدرسة الأقبغاوية أيضا الآن المكتبة العامة بجميع فنونها و بقبتها الخارجية و دهليزها مكتب الأمين و إدارة المكتبة و بالمدرسة الطيبرسية طائفة من كتب الفنون التي تدور حولها الدراسات الأزهرية كالتفسير و الحديث و الفقه المالكي و الحنفي و الشافعي و الحنبلي و البلاغة و النحو و الصرف و بالمبنى الجديد مكتبتا الشيخين المغفور لهما الشيخ الإمبابي و الشيخ بخيت و الأمكنة المشار إليها لم يلاحظ في إنشائها أن تكون مكتبة؛ لهذا فهي غير وافية بالغرض التي تؤديه و تفقد كثيرا من الأمور التي يجب توافرها في أبنية المكتبات و يكفي للتدليل على ذلك أن المكتبة تفقد أهم خواص المكتبات و هي قاعة المطالعة و مكان الإدارة و ليس لها مرافق خاصة بها و ينقصها الأحكام في الأبواب و النوافذ لمنع تسرب الأتربة و الحشرات إليها و تلك حالة ينبغي أن تلفت نظر أولي الأمر في الأزهر و أن يكون ضمن المشروعات الإصلاحية التي شغلت أولياء الأمور متعاقبين مشروع إنشاء مكان للمكتبة و لكنهم غفلوا عن ذلك حتى ولي مشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي سنة 1928 فوضع مشروع مباني الجامعة الأزهرية بجميع فروعها و كان ضمن ذلك المشروع إنشاء مكان للمكتبة الأزهرية تلاحظ فيه النظم الضرورية في المكتبات و لولا الأحوال العالمية التي وقفت بالعمران العام في هذه الفترة لكان المشروع في نهاية مراحله.

و لا يفوتنا و نحن نتكلم عن مكان المكتبة الأزهرية أن نشير إلى أن خزائن الكتب فيها عملت بمعرفة ديوان عموم الأوقاف حين إنشاء المكتبة و أنها صنعت من الخشب المتين و ذات شكل و رونق جميل.

4) 4 - رسالة المكتبة و كيف تؤديها

المكتبات العامة هي المعاهد العلمية المجانية التي تزود راغبي الثقافة بجميع فروعها و على اختلاف أعمارهم و استعدادهم بالمواد العلمية التي تصل بهم إلى غاياتهم إلا إنها بالمعاهد العالية أشبه و الغالب على روادها أن يكونوا على قدر كبير من الثقافة و أن يكون قصدهم الرجوع إلى المصادر النادرة من المخطوطات و المطبوعات التي تحتويها المكتبات و يعسر عليهم اقتناؤها و المكتبة الأزهرية إحدى هذه المكتبات التي تقوم بهذه الرسالة الثقافية العامة و هي لا تقصر رسالتها على أهل الأزهر من العلماء و الطلاب بل تفتح أبوابها لمحبي الاطلاع و عشاق المعارف على اختلاف أجناسهم و مللهم يطالعون فيها ما يشاءون من الكتب و يستعيرون منها ما يشاءون بالقدر الذي يسمح به مكان المكتبة و أنظمتها و تقاليدها و بالضمانات التي تراها كافية بسلامة الكتب و إعادتها و تتبادل مع المكتبات الأخرى المخطوطات النادرة لنسخها أو تصويرها و يستعين الناشرون بمخطوطاتها للمقابلة عليها عند النشر و الطبع و قد قضى بعض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير