تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الموافق 3 نوفمبر سنة 1909م تشكيل لجنة برياسة وكيل الجامع الأزهر و عضوية أمين المكتبة و السيد محمد الببلاوي يكون من اختصاصها النظر في مشترى الكتب اللازمة للكتبخانة و كل الاختصاصات المدونة بالمادة 116 من اللائحة الداخلية للأزهر

و بهذا سارت المكتبة نحو غايتها بخطوات ثابتة و استطاعت في وقت قصير أن تحصل على كتب في جملة فنون سدت كثيرا من حاجة أهل العلم

و يؤسفنا أن نذكر أن عوامل الضعف أخذت تعمل في هذه الوسائل شيئا فشيئا حتى جمدت المكتبة تقريبا فقد قلت رغبة الخير في نفوس الناس فوقفت حركة الإهداء إلى المكتبة و كان لها أكبر الأثر في تكوينها كما سبق و بطلت عملية الاستنساخ لرقي الطباعة و انتعاش حركة النشر ‹7›

و غفل بعض أمناء المكتبة أزمانا طويلة فقلت حركة الشراء حتى كان المشترى في بعض الأعوام كتابا واحدا و انقطعت تماما في أعوام أخرى كما أشار إلى ذلك الأستاذ حسن عيسى في تقريره المنوه عنه آنفا

و إذا أضيف إلى هذا أن المكتبة الأزهرية منقطعة الصلة بالجهات الرسمية التي تمون المكتبات الكبرى ببعض الكتب كدار المطبوعات و غيرها علم سوء حظ المكتبة في التموين و لقد كانت هذه الحالة مثارا للشكوى و الانتقاد ممن يسايرون النهضات العلمية و يغرمون بمطالعة الكتب الحديثة في الطباعة و التأليف فأخذت المكتبة تستفيق على هذه الأصوات و أخذت المشيخة بيدها و جعلت تمدها ببعض المطبوعات الحديثة و بعض المؤلفات الحديثة مما تشتريه من المؤلفين سدا لحاجة المكتبة و تشجيعا للمؤلفين و أخذت المكتبة تستهدي بعض المؤلفين مؤلفاتهم و لكن مهما يكن المدد من هذين الطريقين فإنه مدد ضعيف لا يكفي في تموين المكتبة و لا يساعف رغبة المستشرقين للكتب الحديثة من المطالعين و ستظل هزيلة إذا علمنا أن مكتبة الكليات و المعاهد أخذت تزاحم المكتبة ألأزهرية بنصيبها مما تشتريه المشيخة و عندنا أنه مما يفيد في تموين المكتبة و يبعث بعض الرضا في نفوس روادها أن تحاول بمعرفة المشيخة الاتصال بدار المطبوعات لتمدها كما تمد المكتبات الأخرى بنسخ من المؤلفات و المجلات العلمية التي يخول لها القانون الاستيلاء عليها و توزيعها ‹8› و أن تعيد المشيخة تأليف لحنة اختيار الكتب التي أشرنا إليها لتتعاون هي و الأمين في اختيار الكتب التي ترى ضرورتها لسد حاجة المكتبة و أن يرصد مبلغ خاص في ميزانية الأزهر لهذا الغرض على أن يخول للأمين الحق في شراء ما يرى لزومه للمكتبة في حدود مبلغ معين و عدد معين من النسخ دون الرجوع إلى المشيخة تفاديا من طول الإجراءات التي تبعث الفتور في همة الأمين عن إمداد المكتبة بما يجد كل يوم في ميدان الطباعة و التأليف.

8) 5 - خواص المكتبة الأزهرية

للمكتبة الأزهرية خواص منها وفرة الكتب في العلوم الدينية و العربية و يلاحظ هذا في توزيع الكتب على فنونها كما سبق و كثرة الكتب و تكرارها في الفنون الأزهرية منها بخاصة. أعني الفنون التي تدرس بكليات الأزهر و معاهده و لعل ذلك لصلة المكتبة بالأزهر و صبغته الدينية و لأنها تكونت في الغالب من مكتبات العلماء الذين تنضح ثقافتهم من معينه الديني و العربي و لأن بعض الواقفين من أهل البر الذين حبسوا بعض الأموال من ريع أوقافهم على شراء الكتب برسم المكتبة شرط في وقفه أن تكون هذه الكتب في الفنون الدينية أو ما يوصل إليها كما شرط عمر باشا لطفي فيما وقفه على المكتبة و سلفت الإشارة إليه

و مما تختص به المكتبة الأزهرية كثرة المخطوطات بالنسبة إلى مجموع كتبها و قد بلغت المخطوطات إلى سنة 1943م (24000) مجلدا تقريبا و يعلل الأستاذ حسن عيسى كثرة المخطوطات «أن طريقة التدريس التي كانت متبعة من قديم الزمان في الجامعة الأزهرية و غيرها من معاهد العلم الدينية هي أن يعد الأستاذ في ذاكرته و يلقيه على طلابه على الطريقة التحاورية الاستنتاجية ثم هم يكتبون عنه حتى إذا اصبحت لديه أو لديهم طائفة من هذه الدروس تكون بمثابة كتاب أو كتب تعد أصلا أو مرجعا للعلم الذي درسه الأستاذ فينتشر بين الناس على أنه مؤلف الأستاذ فلان في العلم الفلاني و كان هؤلاء العلماء في سبيل نشر العلم و تعميمه لا يضنون على إخوانهم المسلمين المعاصرين لهم و من يأتي بعدهم بما جادت به قرائحهم من معلومات و ما ألفوا من كتب فكانوا لأجل ذلك يقفون مؤلفاتهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير