ولعل من أحسن التعريفات للعصمة وأسلمها ما ذكره صاحب كتاب نسيم الرياض فى شرح الشفا للقاضى عياض بأنها: "لطف من الله تعالى يحمل النبى على فعل الخير، ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقاً للابتلاء" () ومن المستحسن فى تعريفها أيضاً من قال: "هى حفظ الله عز وجل للأنبياء بواطنهم وظواهرهم من التلبس بمنهى عنه، ولو نهى كراهة ولو فى حال الصغر مع بقاء الاختيار تحقيقاً للابتلاء () 0
إن العصمة تعنى حفظ الله تعالى لأنبيائه عن مواقعة الذنوب الظاهرة والباطنة، وأن العناية الإلهية لم تنفك عنهم فى كل أطوار حياتهم قبل النبوة وبعدها، على ما هو المعتمد كما سيأتى تحقيقه، فهى محيطة بهم تحرسهم من الوقوع فى منهى عنه شرعاً أو عقلاً، وصدق القائل حين قال:
وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
وهذا ما ظهر أثره فى الخارج، فقد كان أنبياء الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام محفوظى الظواهر والبواطن من التلبس بمنهى عنه ولو نهى كراهة أو خلاف الأولى0
فهم محفوظون ظاهراً من الزنا وشرب الخمر والكذب والسرقة، وغير ذلك من المنهيات المستقبحات فى الخارج، ومحفوظون فى الباطن من الحسد والكبر والرياء وغير ذلك من منهيات الباطن () 0
فلم تُعرف لهم زَلة، ولا سُجلت عليهم هفوة فى مجتمعاتهم المليئة بالشحناء والعداوة والبغضاء لهم، ولو أن أعدائهم علموا من ذلك شيئاً لطاروا به فرحاً، ليدفنوا ما زاع لهم من مكارم الأخلاق، وصالح القول والعمل، كشأن الغوغائيين الذين قال فيهم الشاعر:
إن يسمعوا زلة طاروا بها فرحاً ... منى وما علموا من صالح دفنوا
صُمُ إذا سمعوا خيراً ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أُذن
فقد كانوا فى غاية التربص لتصيد عثراتهم إن وجدوها، فلما أعياهم البحث والانتظار، ويئسوا من العثور على شئ من ذلك، طفقوا يفترون الكذب، ويقولون الزور، فيرمونهم بالسحر تارة، والكهانة أخرى، والجنون حيناً، والافتراء حيناً آخر، وغير ذلك بما طاب لهم التفوه به مما سجله عليهم القرآن الكريم، وحفظه التاريخ، ولكن سرعان ما كان يكذبهم الواقع، فتبور أقوالهم، وترجع عليهم بالخزى والعار، ويبقى جانب الأنبياء مصوناً بالعصمة الإلهية، والعناية الربانية، ليكونوا أطهاراً أتقياء قادة الخلق إلى مكارم الأخلاق0
وما كان لهم بذلك من يد لولا العصمة الربانية التى أحاطت بهم قبل نبوتهم وبعدها فمنعتهم من الوقوع فيما لا يحمد مما يكون منفرداً للناس عن أتباعهم إلى ما يدعونهم إليهم من الدين والأخلاق الفاضلة () 0
العصمة التى أوجبها الله تعالى لرسله – عليهم الصلاة والسلام – تتعلق بالاعتقادات، والتبليغ، والأقوال والأفعال، وخُص نبينا صلى الله عليه وسلم بعصمة بدنه الشريف من القتل0
فقد عصم الله عز وجل أنبياءه ورسله من الوقوع فى محظور فى الأمور السابقة حتى أدوا رسالتهم ولحقوا ببارئهم عز وجل0
وعصمة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – فى الأمور السابقة ثابتة لهم قبل النبوة وبعدها فى الكبائر والصغائر، عمدها وسرها على الأصح، فى ظاهرهم وباطنهم ورضاهم وغضبهم، وهو ما أَدين لله تعالى به، لأن حال الأنبياء قبل النبوة يؤثر على مستقبل دعوتهم بعد النبوة سلباً وإيجاباً0
وهذا هو الصحيح عندى ويطمئن إليه القلب، وتستريح إليه النفس وهو مذهب كثير من العلماء المحققين المحقين من أهل الكلام والحديث ()
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 09:24 م]ـ
شيخنا الحبيب علي 56
جزاكم الله خيرا، ولكن هذا الكتاب كنت قد جَمَعْتُه سابقًا من موقع أفق www.offok.com (http://www.offok.com) منذ أكثر من سنة، وفهرسته ورتبته للشاملة، وكذلك ثلاثة كتب أخرى لنفس المؤلف عماد السيد الشربيني جزاه الله خيراً، ووضعتها جميعاً هنا على الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=518782&postcount=264
ولكن كما يبدو أن الرابط لا يعمل، والكتب لمن أرادها موجودة على موقع المكتبة الشاملة:
http://www.shamela.ws/search.php?do=all&u= عماد%20السيد%20محمد%20إسماعيل%20الشربينى ( http://www.shamela.ws/search.php?do=all&u=%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9 %8A%D8%AF%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A5%D8%B 3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8% B4%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%89)
أو على هذا الرابط:
http://islamport.com/isp_eBooks/aqd/?zoom_highlightsub=%DF%CA%C7%C8%C7%CA
ويبحث عن كتاب رقم 950/ 2483 / 978/ 2551
1 - كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
2 - رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
3 - عدالة الصحابة رضى الله عنهم
4 - عقوبتا الزاني والمرتد في ضوء القرآن و السنة ودفع الشبهات
وأسأل الله أن يثيبكم على ما قدمتم، ويجعله في ميزان أعمالكم
وهل أجد هذه الكتب بصيغة بي دي إف موافقة للمطبوع؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
¥