تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت لهم قدرة عجيبة على تحمل المكارة والصبر في الشدائد وقد صبر قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم كفار على الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتى كانوا يأكلون الخبط (1) وورق السمر (2) حتى إن أحدهم ليضع كما تضع الشاة، قال سعد: (خرجت ذات يوم أبول فسمعت قعقعة تحت البول فإذا قطعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها ثم احرقتها ثم رضضتها وسففتها بالماء فقويت بها ثلاثاً).

ز- قوة البدن وعظمة النفس: واشتهروا بقوة أجسادهم مع عظمة النفس وقوة الروح: فها هو معاذ بن عمرو بن الجموح في إحدى المعارك يسحب يده خلفه بجلدة منه فلما آذته وضع عليها قدمه حتى طرحها، ومر عبد الله بن مسعود بأبي جهل فوجده بآخر رمق فوضع رجله على عاتقه فلما رآه أبو جهل قد وطئ عنقه قال له لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا، فعالج قطع رأسه فقطعه ولم يقدر على حمله فشق أذنه وجعل فيها خيطاً وجعل يجره حتى جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ح- العفو عند المقدرة وحماية الجار: وكانوا ينازلون أقرانهم وخصومهم حتى إذا تمكنوا منهم عفوا عنهم وتركوهم، ويأبون أن يجهزوا على الجرحى وكانوا يرعون حقوق الجيرة ولا سيما رعاية النساء والمحافظة على العرض قال شاعرهم:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

أما عن حسب قريش:

فبيانه في سؤال وفد ربيعة أبا بكر عن نفسه فقال: أنا من قريش فقال: بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي قريش أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرة، فقال: أمنكم قصي الذي كان يدعى مجمعاً قال: لا، فقال: منكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه؟ قال لا، قال: فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كأن وجهه القمر يضيء في الليلة الظلماء؟ قال: لا ... ".

أما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

فحادثة الأعرابي الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فلما عاد إلى قومه لاموه على

فعله فقال لهم: إن حاله يصدقه قدمت قومه فوجدتهم يسمونه " الصادق الأمين" فقلت: ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله، ومن كان أميناً في الأرض فهو أمين في السماء، فعجبوا من قوله وتركوه.

([1]) يدل على ذلك: قصة توريث الخنثى وقصيدة الأصمعي.

ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:47 م]ـ

ثالثاً: صبا النبي صلى الله عليه وسلم:

1. المولد:

ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من عام الفيل في الثاني عشر من ربيع الأول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العبر والعظات:

1. أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم ولادته يوم الاثنين حيث قال لما سأله الأعرابي عن صوم يوم الاثنين؟: " ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه" وكان ذلك في عام الفيل ـ 570م ـ حيث زاد الله بيته تشريفاً ومكانة ورد حسد النصارى وحقدهم على مكة وعلى العرب في نحورهم، وضحى أهل الفداء من ملوك حمير والنفيل ين حبيب دفاعاً عن المقدسات فذلك فعل الغرائز، وبالت العرب على قبر أبي رغال عميل أبرهة وجاسوسه وكان التقرير الواضح من عبد المطلب (سنخلي بينك وبين البيت) فكان حفظ البيت آية من آيات قدرة الله وأثراً من سخطه على من اجترأ عليه بهتك حرمه، ولاح آت لعبد المطلب وهو نائم بالحجر يرشده لموطن زمزم ليبقى ماءها لما شرب له، وحفظ الله نبيه من السبي وحفظ قومه أئمة ديانين وقادة متبوعين وصار أصحاب الفيل مثلاُ في الغابرين.

2. هيأ الله آيات للدلالة على مولده قال صلى الله عليه وسلم:" أنا دعوة أبي إبراهيم ـ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ـ وبشرى عيسى ـ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ـ عليهما السلام ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى انقياه رداه كما كان ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته. فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال: زنه بمائة من أمته. فوزنني بمائة فوزنتهم ثم قال: زنه بألف من أمته فوزنني بألف فوزنتهم فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم" قال ابن كثير: (وتخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استقرار دينه وثبوته ببلاد الشام ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلاً للإسلام وأهله وبها ينزل عيسى بن مريم بدمشق وفي الحديث الصحيح: " إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام"

وقال حسان بن ثابت والله إني لغلام يفعهٌ ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به، وقال عمرو بن نفيل: قال لي حبر من أحبار الشام: قد خرج في بلدك نبي خرج نجمه فارجع فصدقه واتبعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير