ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:53 م]ـ
خامساً: رعيه صلى الله عليه وسلم الغنم:
قال صلى الله عليه وسلم: " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم" فقال أصحابه وأنت؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة". فكانت رعاية الغنم قبل النبوة تمرناً لما سيكلف به من القيام من أمر أمته من حلم وشفقة لأنه إن صبر على رعي الغنم وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح إلى مسرح ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة ألف من ذلك الصبر على الأمة، وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعد أن أعلم كونه أكرم الخلق من عظيم التواضع لربه والتصريح بمنه عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبر والعظات:
1. قال صلى الله عليه وسلم: " السكينة في أهل الشاء"، قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، ومن رحمته أنه ما آنس من نفسه القدرة على الكسب حتى أقبل يكسب ويجهد جهده لرفع بعض ما يمكن رفعه من مؤونة الإنفاق عن عمه، وربا كانت الفائدة التي يجنيها من وراء عمله غير ذات أهمية بالنسبة لعمه أبي طالب ولكنه تعبير أخلاقي رفيع عن الشكر وبذل للوسع وشهامة في الطبع وبر في المعامة.
2. عمله في رعي الغنم على قراريط لأهل مكة مع أنه أجر زهيد هي دعوة كريمة لكل شاب مسلم وداعية أن يعمل جهده ويكسب من عرق جبينه فالعمل شرف ولا يضر نوع العمل ولو كان عند الناس وضيعا لكنه عظيم عند الله عزو وجل (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) (لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر يأخذ الرجل حبله فيعمد إلى الجبل فيحتطب على ظهره فيأكل به خير له من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعا ذلك بأن اليد العليا أفضل من اليد السفلى)، وقد سار السلف الصالح من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على نفس النهج النبوي في السعي في طلب الرزق قال عمر " أخفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالأسواق"، وقال قتادة: " كان القوم تبايعون ويتجرون ولكنه إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله)، وتقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم".
3. لا شك أن العمل الحر بالنسبة للداعية أعون له على دعوته وأقوم له على أن يقول الحق ويصدع فيه وكم من الناس يطأطئون للطغاة ويسكتون على باطلهم خوفاً على وظائفهم إنهم يبيعون دينهم بدنياهم.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:54 م]ـ
سادساً: حفظ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم:
من اللطيف أن الله سبحانه قد حمى نبيه في صغره من أن يقع في الخطايا والآثام التي كان الشباب يقترفها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدرك قيمة هذا بعد مبعثه ويشير إلى هذه العناية الربانية بقوله صلى الله عليه وسلم " ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله منهما، فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمله أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبر والعظات:
1. أ ـ في مسند الإمام أحمد حديث جار لخديجة أنه سمع النبي يقول: أي خديجة والله لا أعبد اللات والعزى قال: وكان صنمهم التي كانوا يعبدون وكان لا يأكل ما ذبح على النصب ووافقه في ذلك زيد بن عمرو بن نفيل".
ب ـ وفي الصحيحين: لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة، ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال: "إزاري" فشد عليه إزاره.
¥