تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5. على المسلم أن يكون في مجتمعه إيجابياً فاعلاً يفتقده الناس إذا غاب ويصغون له ويطيعونه إذا حضر، يشاركهم في الفضائل ويتنزه عن الجهالات والرذائل، لا أن يكون رقما من الأرقام على هامش الأحداث في بيئته ومجتمعه. نفقه ذلك من خلال مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم لقومه في حرب الفجار، وبناء الكعبة وحلف الفضول والتحكيم في الحجر الأسود، ولو كانت هذه الأمور خطأ لنزه الله نبيه عن ذلك وصرفه عنها.

ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:00 م]ـ

ثالثاً: تجارته بمال خديجة رضي الله عنها وزواجه منها:

خديجة بنت خويلد أقرب نساء النبي صلى الله عليه وسلم نسباً، كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم فلما بلغها عن رسول الله ما بلغ من صدق حديث وعظيم أمانة وكرم أخلاق عرضت عليه الخروج في تجارتها فخرج وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة محظوظا في التجارة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه، ويقول: أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري .. فلم تزل به حتى رضي، وهي أول من تزوجها، وتزوجها سنة خمس وعشرين من مولده، وكانت قبله عند عتيق المخزومي، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة وصدقت النبي في أول وهلة قال صلى الله عليه وسلم: " خير نسائها خديجة" وبشرها النبي صلى الله عليه وسلم ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب، بيتٌ لأنه لم يكن بيت إسلام على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي إلا بيتها، وقصبٌ: لأنها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها، كم هي حاجة المؤمن للمرأة المؤمنة الصالحة تواسيه وتقف بجواره وتؤازره وتمنع عنه الأذى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد موتها يكثر ذكرها إنه الوفاء للمرأة الداعية المجاهدة المؤمنة التقية، لا يعيبها أن تذكر حتى في مجامع الرجال وحضرتهم، تذكر بالفضل والخير والسبق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العبر والعظات:

1. إن الأمانة والصدق أهم مواصفات التاجر الناجح، والتجارة مورد من موارد الرزق تدرب النبي صلى الله عليه وسلم على فنونها قبل البعثة، وبين في الإسلام أجر الصادق الأمين فيها فقال صلى الله عليه وسلم: " التاجر الأمين الصدوق المسلم: مع [النبيين والصديقين و] الشهداء يوم القيامة"، والتجارة بغير هاتين الصفتين وبال على صاحبها لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن التجار هم الفجار. قيل: يا رسول الله! أو ليس قد أحل الله البيع؟ قال: بلى ولكنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون] "، وعلى الدعاة أن يدخلوا غمار الأسواق ساعين لأسلمتها ونشر روح الإسلام بين أهلها تطبيقاً وتنزيلاً على معاملاتها فهي باب من الأبواب التي ينبغي أن يطرقها الدعاة ويضربوا فيها بنصيب.

2. أ ـ الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، قال الشيخ محمد الغزالي: وخديجة مثل طيب للمرأة التي تكمل حياة الرجل العظيم، إن أصحاب الرسالات يحملون قلوباً شديدة الحساسية ويلقون غبناً بالغاً من الواقع الذي يريدون تغييره ويقاسون جهاداً كبيراً في سبيل الخير الذي يريدون فرضه، وهم أحوج ما يكونون إلى من يتعهد حياتهم الخاصة بالإيناس والمواساة، وكانت خديجة سباقة إلى هذه الخصال، وكان لها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أثر كريم.

ب ـ أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري: إنها الجاهلية تقيس الناس بالمال والجاه فيعز لديها صاحب الكنز والجاه ويضعف عندها الصالح المؤمن الكريم، أما في عرف الدين: " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه " وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال صلى الله عليه وسلم [لم ير للمتحابين مثل النكاح] وقال صلى الله عليه وسلم: " إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها". قال عروة: وأنا أقول من عندي: من أول شؤمها أن يكثر صداقها ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير