تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج ـ فلم تزل به حتى رضي: إنه درس لكل امرأة مسلمة داعية، أن تعرف من تختار ليكون زوجاً لها، وعلى من توافق ليكون شريك حياتها، ولا ينقص من شأنها أن تسعى لذلك، ولا يخرم مروءتها أن تهيئ السبل لذلك وألا يكون المال أو المنصب أو الجاه أو الجمال فقط هي القيم التي تنطلق منها المرأة المسلمة، إنه الدين أولاً، والخلق ثانياً، ولو كان ذا فقر مدقع أو غرم مفظع، لقد أدركت أم المؤمنين خديجة على جاهليتها قيمة الخلق والشرف والنبل وأن وزنها أعظم من المال الوفير والجاه العريض فهل يدرك إخواننا وأخواتنا هذه المعاني التي أدركها الجاهليون قبل الإسلام وينطلقون في زواجهم من هذه الأحكام؟!

3. نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذاق ألم فقد الأبناء كما ذاق من قبل ألم فقد الأبوين وقد شاء الله أن لا يعيش له صلى الله عليه وسلم أحد من الذكور حتى لا يكون مدعاة لافتتان الناس بهم وادعائهم لهم النبوة فأعطاه الذكور تكميلاً لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية ولئلا ينتقص النبي في كمال رجولته شانئ أو يتقول عليه متقول، ثم أخذهم في الصغر ليكون ذلك عزاء وسلوى للذين لا يرزقون البنين، أو يرزقون ثم يموتون كما أنه لون من ألوان الابتلاء وفي الحديث: " الناس أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض ما عليه خطيئة" وقال صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يصب منه ".

4. في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رد على من صوروا النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الرجل الغارق في لذاته وشهواته، فنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية عفيف النفس دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله، كما أنه تزوج من امرأة ثيب لها ما يقارب ضعف عمره، وعاش معها دون أن تمتد عينه إلى شيء مما حوله، وإن من حوله الكثير وله إلى ذلك أكثر من سبيل، إلى أن تجاوز مرحلة الشباب، ثم الكهولة، ويدخل في سن الشيوخ، وقد ظل هذا الزواج قائما حتى توفيت خديجة عن خمسة وستين عاماً وقد ناهز النبي صلى الله عليه وسلم الخمسين من العمر، وكان الوفاء بعد الوفاة كان إذا ذبح الشاة يقول: " أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة".

5. الحب وموقف النبي صلى الله عليه وسلم منه:

أ ـ النبي الحبيب: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول: "أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة". فأغضبته يوماً فقلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول [إني رزقت حبها] ". وعن عمرو بن العاص قال: قلت يا رسول الله: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. قال: إنما أعني من الرجال، قال: أبوها". فنسبه إليها لشده حبه لها.

ب ـ النبي الشافع: عن ابن عباس قال: لما خيرت بريرة رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة ودموعه تسيل على لحيته فكلم العباس ليكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريرة إنه زوجك فقالت تأمرني به يا رسول الله قال إنما أنا شافع قال فخيرها فاختارت نفسها وكان عبدا لآل المغيرة يقال له مغيث.

ج ـ النبي ودواعي الحب: * " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه .. وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث" ** "وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب قال: تشتهين تنظرين فقلت: نعم فأقامني وراءه خدي على خده". ... ويدعو بالشراب فآخذه فأشرب منه ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح ... ظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي.

ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:01 م]ـ

رابعاً: تجديد قريش بناء الكعبة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير