تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - ثم أن هؤلاء الذين يقبلون بالسنة لا يفرقون بين آحاد السنة ومتواترها ,ولا يطبقون الشروط العلمية للعمل بحديث الآحاد يقول الشيخ:" وهناك من يرحب بأخبار الآحاد دون تطبيق للشروط العلمية المقررة عن ضرورة خلوها من الشذوذ والعلل القوادح [44] ".

4 - عجز هؤلاء الدعاة عن فهم ظروف الحياة وتسخيرها لخدمة الدين يقول الشيخ:" أما الأمر الثاني: فهو العجز العجيب عن فقه الدنيا .. والاقتدار على تسخيرها لخدمة الدين [45] ".ويقول أيضاً:" إن أعجب ما يشين هذا التفكير الدينى الهابط هو أنه لايدرى قليلا أو كثيرا عن دساتير الحكم وأساليب الشورى وتداول المال وتظالم الطبقات، ومشكلات الشباب ومتاعب الأسرة وتربية الخلاق [46] ".

5 - ثم هناك هؤلاء المتشددين على الناس بيَّن الشيخ حالهم وبيَّن أنه:"سيقع الناس في الحرام إن لم نيسر لهم الحلال وندفعهم في طريقه دفعا [47] ً".

6 - وهناك نماذج أخرى نقدها الشيخ وعلَّق على أسلوبهاوهم: هؤلاء المنفرون للناس من الدنيا يقول الشيخ:" وكثيرًا ما تساءلت: إلى متى يظل التنفير من الحرام شغل واعظ ناصح، أو وصية مربٍّ مخلص بصورة تدعو إلى اليأس أو الزهد في الدنيا .. لتظل هذه الدنيا فقط في أيدي أعداء المسلمين؟ [48] ".

ثانياً:طرق الإصلاح:-

1 - عالج الشيخ محاولة فصل القرآن عن السنة والاستغناء بأحدهما عن الآخر فقال:" على الدعاة أن يدرسوا كتاب الله وسنة رسوله ببصر مفتوح، وأن يعرفوا علاقة النصوص بعضها ببعض [49] ". فلا يترك الداعية أحدهما ويتعامل مع الآخر بل لابد أن يستعين بأحدهما في فهم الآخر.

2 - يعالج الشيخ قضيَّة قلة فهم الدنيا والعزوف عن محاولة فهمها. يقول الشيخ:"إن الدين الحق الحق تقوى تعمر القلوب، من العبادات، لا يستغرق تعلمها زمانًا. ثم مهارة في شئون الحياة تتحول مع صدق النية إلى وسائل لدعم الحق وسيادته.

إن تعلم الصلاة –وهي الركن الأول في الإسلام- لا يستغرق دقائق معدودات [50] "."ولكن التدريب على اقتياد دبابة أو طائرة أو غواصة يحتاج إلى زمان طويل .. فبأي فكر يطلع علينا القرن الخامس عشر وجمهورنا جاهل في فنون الجهاد، وبارع في الحديث حول تحية المسجد، ووضع اليدين في الصلاة؟ مستغرق في قضايا جزئية [51] ".

3 - التعرُّف على باقي الديانات. يقول الشيخ:" وإذا كان المسلمون حملة دعوة عالمية، فهل درسوا العالم حولهم وعرفوا ما يسوده من ملل ونحل؟ [52] ".

4 - وحين عالج قضية سوء العرض للإسلام بيَّن للداعية السبيل لأن يتعلم طريقة عرض الإسلام فقال:" وعلى الدعاة المسلمين من سلف وخلف أن يلزموا أسلوب القرآن الكريم في عرض المعتقدات [53] ".ويقول ممثلاً بفعل الصحابة رضوان الله عليهم في عرض الإسلام:" إن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم عندما قدموا كلمة التوحيد للناس قدموها على أنها فكاك لأعناقهم من ضروب الوثنيات الدينية والاجتماعية والسياسية، فلا مكان فى ظل الاسلام لفرعونية حاكمة، ولا قارونية كانزة، ولاكهنوتية موجهة ولاجماهير ذلول الظهر لكل راكب أو مستغل، ومن خلال تعاليم الكتاب والسنة أدرك الناس دون تكلف ولا تعر أن الحريات موطدة وأن الحقوق مصونة وأن العقل ينبغى أن يفكر دون قيد، وأن أشواق الفطرة تلبى دون حرج، وأن الدولة فى الإسلام مع المظلوم حتى ينتصف، وعلى الظالم حتى يعتدل [54] ".

5 - مراعاة طبيعة الإنسان وغرائزه:يوجِّه هنا كلامه لمن يريدون للناس العزوف عن زخارف الدنيا والبقاء عالةً على المجتمع وأن هذا سيؤدي إلى نفورالناس وابتعادهم عن الدين إذا عارض الدعاة رغبتهم وحبهم للمال يقول الشيخ:" ما أقل جدوى ذلك الكلام في مواجهة الغرائز المريضة والأماني السيئة [55] " ويقول أيضاً:" إن المال قوام الحياة وسياج المروءة، وعندما يكون دولة بين جماعة من الناس .. فإن نتائج ذلك مدمرة .. إذ الجوع كافر .. وحقد المحرومين قاتل [56] ".

6 - النظر فيما يبعد الآخرين عن الإسلام: كما هو معروف أن على الداعية أن يديم النظر في النواحي التي يُساءُ فهم الإسلام من قِبلها ويحاول حسن عرضها يقول الشيخ معطياً نموذجاً لبعض النواحي التي يجب الإهتمام بها:" ومع ذلك فإن الإسلام بعيد عن الأوربيين، تصدهم عنه –كما قرأت- أسباب ثلاثة، هي: قسوة أحكامه، موقفه من تحريم الربا، و موقفه من المرأة ونظام الأسرة [57] ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير