تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - ثم هو يوضّح طريق الإصلاح لهؤلاء الدعاة الذين عاشوا في وادٍ, وجمهورهم في واد آخر فكانت خطبهم لاتكشف مرضاً ولا تقدم دواءً. وعلاج هؤلاء الدعاة كما يقول الشيخ بالنظر إلى سلفهم الأفاضل ماذا فعلوا وكيف نشروا الإسلام يقول الشيخ:" إن التفكير الواقعي في معالجة شئون الناس هو الذي أنجح الإسلام قديمًا، وجعل الناس يدخلون في دين الله، أما معظم مسلمي اليوم فأبعد عن قضايا الشعوب المصيرية الشاملة! [58] ".

المرجعية الدينية لهذا الأساس:

لقد حدد القرآن أهم الأسس التي ينبغي أن تنبني عليها الدعوة بقوله تعالى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [59] "والمتدبر في هذه العناصر الثلاثة يجد أنها حوت أهم الضروريات للداعية وهي أولاً:الحكمة والتي لا تأتي إلا بالعلم والفهم والمراعاة لحالة الجمهور ومدى احتياجه للدعوة.إذاً فما جاء به الشيخ له أصلٌ من القرآن كما أن النبي r قدَّم خير مثالٍ للداعية الذي يحتذي به.

المبحث الثاني: النظر في موروثات الثقافة وقياسها بمقياس الدين [60]:

حذر الشيخ من تلك الموروثات الخاطئة ودعى إلى إصلاحها وسأشرح منهجيته في علاج هذا الأمر عن طريق:

أولاً:بيان المشكلة وضررها ,وذلك في نقاط:

1 - مصادر هذه الثقافة: بيَّن الشيخ مصدر هذه الثقافة ,وأنه ليس الدين.بل العادات الخاطئة القديمة, والمراءاة ,والتكلف يقول الشيخ:" ونحن نصنع التقاليد مبنية على التكلف والمراءاة، وتغطية الحقائق، فتقاليد الزواج تقصم الظهور وتخلق الأزمات وتخلف وراءها أحزانًا ومتاعب، وتقاليد الأعياد كذلك، بل تقاليد الأحزان أيضًا [61] "ويقول أيضاًَ موضحاً بعض موارد هذه الثقافة فيقول:" إن هذه الثقافة اختلطت بها عناصر سامة من جهالات الدهماء، وأهواء الخاصة، وخرافات أهل الكتاب، وزيغ الجاهلية القديمة، وإيحاءات الحكام الطاغين [62] ".ثم هذه القافة على حالها هذا لاشك أن أضرارها لاتحصى وفيما يلي بيان بعض أضرار هذه الثقافة وأثرها.

2 - أضرار هذه الثقافة:

في بيان مصادر الخطر على حياتنا وضَّح الشيخ أن أول شيء هو هذه الثقافة يقول الشيخ:"أولاً: مواريث الثقافة المغشوشة التي تحتضن البدع والخرافات ,ولاتعرف عادة من عبادة ,ولا ركناً من نافلة ,ولا دنيا من آخرة ,ولا ترسم للإسلام صورة صحيحة [63] "ويقول أيضا ً:" في اعتقادي أن الثقافات المسمومة التى نتناولها، والأحوال المعوجة التى ألفناها، هى التى أزرت بنا [64] ".

ثانياً:طرق الإصلاح:

وفي بيان الشيخ دعى أولاُ إلىالعودة إلى دين الفطرة وهي التي جاء بها الدين يقول الشيخ دالاً على طريق الإصلاح ببيان الخطأ:" أكاد أقول: إن الدين المبني على الفطرة انتهى، وحل محله شيء آخر قوامه القيود والأوهام والإخلاد إلى الأرض [65] ".ثم يدلنا على ضرورة إعادة النظر في تلك الموروثات يقول الشيخ:" وهناك تقاليد اجتماعية لابد من إعادة النظر فيها، لتستقيم مع ديننا وأحكامه الصحيحة .. وهي تقاليد تتصل بوضع المرأة وتكوين الأسرة [66] "ثم يوضِّح الشيخ بعض مواصفات تلك الثقافة المرجوة بقوله:" إننا نريد ثقافة تجمع ولاتفرق، وترحم المخطئ ولاتتربص به المهالك، وتقصد إلى الموضوع ولاتتهارش على الشكل [67] ".وهذا الذي دعا إليه الشيخ مستمدٌ من كتاب الله وسنة رسوله r وهذا ماسنبينه فيما يلي.

المرجعية الدينية لهذا الأساس:

جاء الإسلام وكثير من العادات الخاطئة تسود البيئة العربية وماحولها فعمل رسول الله r على الإصلاح تدريجياً ومن هذه العادات الموروثة ماكان من لطم الخدود وشق الجيوب [68] وأيضاً كان هناك من لاتخفي زينتها إلى غير ذلك من العادات التي جاء القرآن الكريم مانعاًَ لها يقول الله تعالى ناهياً عن تلك العادة] وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير