تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [69] [وجاءت السنة النبوية مانعةً لعادة لطم الخدود وشق الجيوب يقول النبي r :" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية [70] "فالنماذج القرآنية والنبوية في علاج الثقافة الموروثة كثيرة.إذا فهذا الأساس له مايدعمه من فعل النبي r وكتاب الله عزوجل.

المبحث الثالث:الإصلاح الديني للمرأة [71]:

وقد تناولت في عرضي لهذا الأمر عدة عناصر:

أولاً: الحالة الدينية الغالبة على المرأة في ذلك العصر وسبب ذلك:

يقول الشيخ مبيِّناً حال المرأة في ذلك العصر:" لقد رأيت المرأة في بلادنا لا تدخل مسجدًا أبدًا .. بل في قرانا .. وكثير من المدن كانت المرأة لا تصلي وهي إلى جانب هذا الحرمان الروحي كان التعليم محرمًا عليها .. فلا تدخل مدرسة أبدًا ..

وقلما يؤخذ لها رأي في الزواج .. ويغلب أن يجتاح ميراثها [72] "ثم يبيِّنُ الشيخ مدى العنصرية التي كانت تعاني منها المرأة في عهده فيقول:"

إنني أسوق هذا الخبر لنفر من المتكلمين باسم الإسلام يرون المرأة في الجامع أو الجامعة قذى في أعينهم، ويضعون العوائق من عند أنفسهم –لا من عند الله- كيلا يكون للنساء وجود في ميادين الأمر والنهي، والنصح للعامة والخاصة [73] " ثم يبين الشيخ سبب هذه الحالة فيقول:" إن قرون التخلف التي مرّت بنا انتهت في القرن الماضي بوضع للمرأة المسلمة لا يقول به فقيه مسلم [74] "ثم هو يوضِّح حال أحدهم حين تقول له المرأة ضروري أن تخرج للعلم ولما هو ضروري فيرد قائلاً:"نحن نعلمهن كل شيء.ولايخرجن من بيوتهن [75] ".هذه هي حالة المرأة في عهد الشيخ والتي انقلبت إلى العكس في هذه الأيام.ولا شك أن حالة كهذه الحالة التي وصفها الشيخ لها كثير من الأضرار القاتلة على المجتمع والأسرة وهذه الأضرار هي ماسنبينه فيما يلي:

ثانياً: أضرار تردِّي الحالة الدينية والعلمية للمرأة:

تعتمد تربية النشأ على الأسرة وأهم شخص في هذه الأسرة هو الأم. بيَّن الشيخ حال التربية في حالة جهل الأم يقول الشيخ:" إن التربية الراشدة الناضجة هي الضمان الأول لكل نهضة، والبيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية، وعندما تكون المرأة صفر العقل والقلب، لا ثقافة في مدرسة .. ولا عبادة في مسجد .. فمن أين تحقق التربية المنشودة.

إنه لا مجتمع يصلح عندما تكون المرأة حيوانًا يحسن تقديم الأكل والمتعة .. وحسب! [76] "

ويقول أيضاً:" بيد أن فقدان التربية السديدة، والأخلاق الصلبة يرجع إلى العوج الهائل في وسائل التربية وأول ذلك المرأة المخرّفة الغافلة، والبيت الساذج المحدود [77] ".وإذا كانت هي بعض أضرار تلك الحالة للمرأة فلنرى كيف عالج الشيخ هذا الأمر؟.

ثالثاً: طرق الإصلاح:

بيَّن الشيخ حالة النساء في عصر النبي r وصحابته وكيف أنهن لم يمنعن من الخروج للعبادة والعلم وحتى الجهاد يقول الشيخ:" لقد كانت النساء في العصر الأول تصلي التراويح في مساجد خاصة بهن ...... وكن يبايعن الإمام على نصرة الإسلام، ومكارم الأخلاق .. [78] ".وإذا كانت هذه حالهنَّ في عهد النبي r فهل نحن بأعلم بالدين منه r ؟ ومن هنا كانت صيحة الشيخ بالمنادة بتعليم المرأة وإخراجها من القيود التي وضعتها فيها عنصرية الرجل [79].

المرجعية الإسلامية لهذا الأساس:

خير مثال لوجود هذا الأمر في العصر الأول للإسلام ماذكره الشيخ حين قال كانت المرأة تصلي التراويح وتبايع الإمام وكنِّ يسألن النبي r وقد خصص النبي r يوماً لتعليمهن, حتى خرج منهن من قال النبيrعنها:" خذوا شَطْرَ دينكم من الحُمَيْراءِ"يقصد عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

خاتمة

كان الشيخ الغزالي ولا شك من الدعاة الذين أخلصوا للدعوة وصدقوا ماعاهدوا الله عليه (أحسبه هكذا ولا أزكِّي على الله أحداً) ووضع أُسساً للإصلاح الديني هي في مجملها مستمدَّة من الإسلام فهو مصدر نورها وإشعاعها ومن هذه الأسس الإهتمام بحال دعاتنا اليوم الذي صار يحتاج إلى إعادة النظر فيمن يُختار للدعوة لدين الله فليس كل من حصل على شهادة تفيد أنه درس العلوم الشرعية له الحق في عرض الإسلام وقد رأينا مع الشيخ ماذا أصاب الدعوة حين تصدَّي لها غير أهلها وفي نهاية البحث نستطيع أن نخرج بجملة من التوصيات هي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير