تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسيرته العطرة تفوح بين ربوع المغرب الحبيب،مليح الشكل منور الشيبة عذب الكلام رقراق المحاضرة حلو المذاكرة، عليه الوقار وسمت الصالحين لبيب العقل، يحسن لمن يسيء إليه ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع لزوم العبادة والبر والصدقات شديد التحري والتحرز في المأكل والمشرب والملبس، عفيف النفس

متبعا السنة شديد التمسك بها في جميع أحواله يدعو إليها بلسان الحق والقلم النظيف البتار. والدارس لكتبه يجد أن الرجل غزير العلم عريق اللغة تكاد لغته تضرب في عمق التاريخ لأصالتها المتجدرة من معين نصوص الوحي الرباني الذي لازمه لينهل منه فكان خير جليس تفتقت منه عبقرية إسلامية سطرت لنا المعالم الأساسية لمجالسة القرآن.

وكان رحمه الله يحمل في قلبه حرقة ومرارة على ضياع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي بدعواته المتكررة إلى إعادة القراءة للدين، في مصادره العذبة الصافية الجميلة، قراءة تصل المسلم بالله، وهذا ما كان يصطلح عليه (جمالية التدين) في قالب عذب رباني وتربوي، ناهيك عن فحولته في العلوم الشرعية والغوص في لججها وسبر أغوارها خاصة في علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة التي اشتهر بها من خلال دراسات معمقة للمصطلح الأصولي عند (الإمام الشاطبي- رحمه الله-) لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه.

لقد كان رحمه الله مدرسة في حسن الخلق والرفق والرحمة قبل أن يكون مدرسة في العلم والتربية والورع والتقوى. وقد عرف بنبوغه العلمي المبكر ونشاطه الدعوي المتميز الداعي إلى تأصيل المنهج العلمي الشرعي المنطلق (من القرآن إلى العمران) عبر مؤلفاته العديدة ومحاضراته المتنوعة في مجالس النور والقرآن لبناء نسق أمة القرآن بالرجوع إلى مشكاة الوحي الرباني الذي يصقل النفوس ويهذب الأخلاق ويشذب السلوك بفهم السلف الصالح بإعتباره المنهج الأقوم لفهم مراد النصوص.

حدثني الأستاذ إحسان قاسم الصالحي – مدير مركز بحوث رسائل النور باسطنبول:

(بقيت مع الأستاذ الأنصاري في مؤتمر عالمي عقدتها ندوة العلماء لولاية ساراواك الماليزية في مدينة كوجينك (عاصمتها) خمس عشرة يوماً فما رأيت أنه ترك يوماً التهجد والأوراد. وله قراءة حزينة للقرآن).

وقال عنه فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي:

(إن فريداً الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم والبحث العلمي).

ويتحدث الاستاذ محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والاصلاح عنه:

(حين زرت الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله في المستشفى بإسطنبول، اضطلعت على مستوى آخر من التقدير والاحترام الذي يكنه له ثلة من العلماء والمفكرين وأهل الصلاح والاستقامة في تركيا، وهم الذين قدموا له العناية الخاصة والرعاية المركزة في مصحاتهم حتى انتقل إلى جوار ربه).

ويقول الاستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد:

(إن تعلق جماعة النور به في تركيا، وارتباطهم به، وعنايتهم به، وضمه إليهم بين ضلوعهم، لدليل على أن الرجل قد جاوز حدود المغرب، وجاوز حدود الإقليم وجاوز حدود العالم العربي إلى عالم المسلمين، وعناية النوريين من آل تركيا به، حتى إنه توفي بين أيديهم وفي رعايتهم، لدليل على أن للمغرب رجالا عابرين للقارات والثقافات، قادرين على أن يمثلوه في أعلى المستويات، لولا أنهم لا يجدون في بلدهم إلا القليل من العناية والرعاية، وأقل من ذلك من وفاء).

وقال عنه الاستاذ محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في المغرب:

(فريد الأنصاري رحمة الله تعالى عليه، كان اسماً على مسمى، فريداً حقيقة في نشاطه، متفرداً في خطابه الهادف الرشيد، تتوفر فيه خصال العالم المتفتح بثقافته الشرعية والعامة.كان رحمه الله قوة في كل محطاته سواء بالمجلس العلمي الأعلى أو حين كان رئيسا للمجلس العلمي المحلي بمكناس، وكان مثالاً للالتزام في كل المواقف حينها .. )

وقال عنه مولاي المصطفى الِهند أستاذ بجامعة الحسن الثاني المحمدية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير