تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو إما أن يكون أشعريا أو ما تريديا، وإما أن يكون من اهل الحديث أو حنفيا، أو شافعيا أو مالكيا أو حنبليا؛ مما يدخل في مسمى اهل السنة والجماعة، مع إن الذي ينتسب الى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب الى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات الى الأفراد غير المعصومين؟

وأما الذي ينتسب الى السلف الصالح، فإنه ينتسب الى العصمة-على وجه العموم-؟، وقد ذكر النبي من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله? وما كان عليه أصحابه.

فمن تمسك بهم كان يقينا على هدى من ربه.

وهي نسبة تشرف المنتسب إليها وتيسر له سبيل الفرقة الناجية، وليس ذلك لمن ينتسب أية نسبة أخرى، لأنها لا تعدو واحدا من أمرين: إما انتسابا الى شخص غير معصوم، أو الى الذين يتبعون منهج هذا الشخص غير المعصوم، فلا عصمة كذلك وعلى العكس منه عصمة أصحاب النبي?، وهو الذي أمرنا أن نتمسك بسنته وسنة أصحابه من بعده.

ونحن نصر ونلح أن يكون فهمنا لكتاب الله وسنة رسوله? وفق منهج صحبه، لكي نكون في عصمة من أن نميل يمينا أو يسارا، ومن أن ننحرف بفهم خاص لنا ليس هناك ما يدل عليه من كتاب الله سبحانه وسنة رسوله ?.

ثم؛ لماذا لا نكتفي بالانتساب الى الكتاب والسنة؟

السبب يعود الى أمرين اثنين:

أحدهما: متعلق بالنصوص الشرعية.

والآخر: بواقع الطوائف الإسلامية.

بالنسبة للسبب الأول: فنحن نجد في النصوص الشرعية أمرا بطاعة شئ آخر إضافة الى الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فلو كان هناك ولي أمر مبايع من المسلمين لوجبت طاعته كما تجب طاعة الكتاب والسنة، مع العلم انه قد يخطئ هو ومن حوله، فوجبت طاعته دفعا لمفسدة اختلاف الآراء، وذلك بالشرط المعروف:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

وقال الله تعالى:** ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

إن الله عز وجل يتعالى و يترفع عن العبث، ولا شك ولا ريب أن ذكره سبيل المؤمنين إنما هو لحكمة وفائدة بالغة، فهو يدل على أن هناك واجبا مهما وهو أن إتباعنا لكتاب الله ولسنة رسول? يجب أن يكون وفق ما كان عليه المسلمون الأولون، وهم أصحاب الرسول ?، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم؛ وهذا ما تنادي به الدعوة السلفية، وما ركزت عليه في أس دعوتها، و منهج تربيتها.

إن الدعوة السلفية- بحق – تجمع الأمة،وأي دعوة أخرى تفرق الأمة؛ يقول الله عز وجل: {وكونوا مع الصادقين}، ومن يفرق بين الكتاب والسنة من جهة وبين السلف الصالح من جهة أخرى لا يكون صادقا أبدا.

أما بالنسبة للسبب الثاني: فالطوائف والأحزاب الآن لا تلتفت مطلقا الى إتباع سبيل المؤمنين الذي جاء ذكره في الآية، وأيدته بعض الأحاديث منه حديث الفرق الثلاث والسبعين، وكلها في النار إلا واحدة، وصفها رسول الله? بأنها:"هي التي على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

وهذا الحديث يشبه تلك الآية التي تذكر سبيل المؤمنين، ومنها حديث العرباض ابن سارية وفيه:" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ".

إذن هناك سنتان: سنة الرسول ? وسنة الخلفاء الراشدين.

ولا بد لنا – نحن المتأخرين- أن نرجع الى الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين، ولا يجوز أن نقول: إننا نفهم الكتاب والسنة استقلالا دون الالتفات الى ما كان عليه سلفنا الصالح!!

ولا بد من نسبة مميزة دقيقة في هذا الزمان، فلا يكفي أن نقول: أنا مسلم فقط! أو مذهبي الاسلام! فكل الفرق تقول ذلك: الرافضي والاباضي والقادياني وغيرهم من الفرق!! فما الذي يميزك عنهم؟

ولو قلت: أنا مسلم على الكتاب والسنة لما كفى أيضا، لأن أصحاب الفرق-من أشاعرة ومانريدية وحزبيين- يدعون إتباع هذين الأصلين كذلك.

ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح وهي أن نقول باختصار:"أنا سلفي".

وعليه؛ فإن الصواب الذي لا محيد عنه أنه لا يكفي الاعتماد على القرآن والسنة دون منهج السلف المبين لهما في الفهم والتصور، والعلم والعمل، والدعوة والجهاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير