ونحن نعلم أنهم –رضي الله عنهم- لم يتعصبوا لمذهب معين أو شخص بعينه، فليس من كان بكريا أو عمريا أوعثمانيا أو علويا، بل كان أحدهم إذا تيسر له أن يسأل أبا بكر أو عمر أو أبا هريرة سأله؛ ذلك بأنهم آمنوا أنه لا يجوز الإخلاص في الإتباع إلا لشخص واحد، ألا وهو رسول الله ?؛ الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
ولو سلمنا للناقدين جدلا أننا سنتسمى بالمسلمين فقط دون الانتساب للسلفية-مع أنها نسبة شريفة صحيحة-، فهل هم يتخلون عن التسمي بأسماء أحزابهم، أو مذاهبهم، أو طوائفهم-على كونها غير شرعية ولا صحيحة؟!!
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بما فيه ينضح
السؤال 33:هل يجوز للمكتبة أن تبيع الجرائد والمجلات التي فيها صور خليعة، وأخبار كاذبة، ومدح للمنافقين والفاسقين؟ وهل يجوز لها أن تبيع كتبا تشتمل على عقائد وأفكار وفقه لا يتفق مع ما كان عليه السلف الصالح؟، لكي تروج هي كتبها السلفية؟!
الجواب: المجلات التي فيها صور خليعة لا يجوز التردد في عدم بيعها، فبيعها حرام.
أما كتب الفقه الأخرى، فلا بد لمن أراد أن يقف عند حدود الشرع فإنه يجب عليه أن يكون على علم بما في هذه الكتب من آراء وأحكام وأفكار، وحينئذ فالحكم للغالب مما فيه، فإن كان الغالب هوالصواب فيجوز بيعها، وإلا فلا يجوز إطلاق القول ببيعها، ولن يجد المسلم كتابا عدا كتاب الله خاليا من خطأ، فإذا قيل بعدم جواز بيع أي كتاب فيه خطأ فحينئذ لا يجوز بيع أي كتاب، وينظر للقضية بمنظار الغالب.
السؤال 34: أنا شاب لا زلت أدرس ووالدي رجل غني وهو يتعامل بالربا وغيرها من البيوع المحرمة، فما موقفي من هذا، وخصوصا أنه هو الذي ينفق علي، وقد بينت له أن الربا حرام مرارا ولكن بدون جدوى؟
الجواب: إن الدراسة التي يشير إليها السائل هي قطعا ليست من الأمور الواجبة، وإنما هي سبيل الى الرزق هذه الأيام، فإذا كان الأمر أنه يعيش تحت كنف أبيه، وهو واثق من أن والده يتعامل بالربا، فعليه: أن يتعاطى كل الأسباب للخلاص من هذه المعيشة القائمة على المعصية، ولو أدى الأمر الى ترك الدراسة، لأن هذه الدراسة بذاتها ليست واجبا عينيا، وعليه أن يسعى لكسب الرزق الحلال بكد يمينه، وعرق جبينه، هذا خير له وأبقى.
فباستطاعة السائل أن يدع الدراسة ولو مؤقتا، ويسعى أن يجد لنفسه رزقا يعف به نفسه ويستغني عن إنفاق أبيه عليه.
وإن اضطر غير باغ ولا عاد أي: أن يظل تحت إنفاق أبيه، فليس له أن يوسع في الطلب منه، وإنما يأخذ بقدر ما يسد به رمقه، ويقيم به أوده، ويستغني به عن الناس.
السؤال 35:هل ركوب المرأة وحدها في سيارة أجرة مع سائق أجنبي يعتبر خلوة محرمة في الشرع، وهل ركوب المرأتين معا كذلك؟
الجواب: ركوب المرأة وحدها مع سائق أجنبي يلتقي مع الخلوة في أن بعض المحظور مما يقع عادة في الخلوة يمكن أن يقع في مثل هذه الحالة التي هي ركوبها مع السائق، وليس هناك شخص ثالث، فهنا لا أعتقد أنها خلوة، ولكنها فتنة، وهذه الفتنة لا ترد في الصورة الاخرى، والتي يكون فيها امرأة أخرى، أو رجل آخر، فإن وقوع الفتنة والحالة هذه أبعد منه في الحالة الأولى.
السؤال 36:ما حكم التلفزيون اليوم؟
الجواب: التلفزيون اليوم لا شك أنه حرام، لأن التلفزيون مثل الراديو والمسجل، هذه كغيرها من النعم التي أحاط الله بها عباده كما قال: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فالسمع نعمة والبصر نعمة والشفتان نعمة واللسان، ولكن كثيرا من هذه النعم تصبح نقما على أصحابها لأنهم لم يستعملوها فيما أحب الله أن يستعملوها؛ فالراديو والتلفزيون والمسجل أعتبرها من النعم ولكن متى تكون من النعم؟ حينما توجه الوجهة النافعة للأمة، التلفزيون اليوم بالمئة تسعة وتسعون فسق، خلاعة، فجور، أغاني محرمة، إلى آخره، بالمئة واحد يعرض أشياء قد يستفيد منه بعض الناس فالعبرة بالغالب، فحينما توجد دولة مسلمة حقا وتضع مناهج علمية مفيدة للأمة حينئذ لا أقول: التلفزيون جائز، بل أقول واجب.
السؤال 37:ما معنى" إياكم وخضراء الدمن"؟
الجواب: هنا قبل الجواب أنبه أن هذا الحديث ضعيف جدا بل موضوع، ولذلك نجيب على السؤال كفائدة لغوية وإلا فالأمر كما يقولون في -العامية-: الميت لا يستحق كل هذا العزاء، لأنه حديث ضعيف جدا وموضوع.
¥