يأت أحد لينضم إليه فهو يصلي وحده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية.
السؤال 41: ما يسمى في الوقت الحاضر بالانقلاب العسكري على الحاكم هل هو وارد في الدين أم هو بدعة؟
الجواب: هذه الأفعال لا اصل لها في الإسلام وهي خلاف المنهج الإسلامي في تأسيس الدعوة وإيجاد الأرض الصالحة لها وإنما هي بدعة كافرة تأثر بها بعض المسلمين وهذا ما ذكرته في التعليق والشرح على العقيدة الطحاوية.
السؤال 42: ما هي الأسس التي من خلالها يمكن للعالم الإسلامي أن ينهض من جديد؟
الجواب: الذي أعتقده هو ما جاء في الحديث الصحيح الذي هو جواب صريح على مثل هذا السؤال وأمثاله التي تطرح في العصر الحاضر، وهو قوله?: " إذا تبايعتم بالعينة؟، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم"، فالأساس هو الرجوع إلى الإسلام.
وهذا الأمر قد أشار إليه الإمام مالك-رحمه الله- في كلمة مأثورة تكتب بماء الذهب، وهي قوله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا ? خان الرسالة، اقرأوا قول الله تبارك وتعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دنا، ولا تصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
هذه الجملة الخيرة هي بيت القيد فيما يتعلق بالجواب عن هذا السؤال، حيث قال رحمه الله: ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فكما أن العرب في الجاهلية ما صلح أمرهم إلا بعد مجئ نبيهم محمد? بوحي السماء الذي أسعدهم في الدنيا، وسينجيهم في الأخرى، فالأساس الذي ينبغي أن تكون عليه الحياة الإسلامية السعيدة في هذا الزمان ليس إلا الرجوع إلى الكتاب والسنة.
غير أن هذا الأمر يحتاج إلى شئ من التفصيل؛ لكثرة الجماعات والأحزاب الإسلامية الموجودة في الساحة والتي تدعي لنفسها أنها وضعت المنهج الذي يمكنها من تحقيق المجتمع الإسلامي والحكم بالإسلام.
ونحن نعلم من كتاب الله وسنة رسول الله ? أن السبيل إلى تحقيق ذلك إنما هو سبيل واحد وهو ما ذكره الله عز وجل بقوله:** وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}، ولقد وضحه رسول الله?لأصحابه؛ فقد خط لهم يوما خطا مستقيما على الأرض ثم خط على جانبه خطوطا قصيرة، ثم قرأ عليه الصلاة والسلام وهو يمر بإصبعه الشريفة على الخط المستقيم الآية السابقة ثم أشار إلى الخطوط التي على جانبي الخط المستقيم، ثم قال:"هذا سبيل الله وهذه السبل على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو له"
وقد أكد ربنا عز وجل بآية أخرى ما ذكر في الآية السابقة مع شرح رسول الله ?لها في الحديث المذكور أنفا؛ فقال تعالى:** ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصر}، ففي هذه الآية حكمة بالغة، فقد عطف سبحانه سبيل المؤمنين على ما جاء به الرسول?، وهذه النكتة أشار إليها رسول الله في حدث الافتراق عندما سئل عن الفرقة الناجية فقال:"ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
*فما هي الحكمة في ذكر الله عز وجل في هذه الآية سبيل المؤمنين؟ وما هي النكتة في عطف رسول الله? أصحابه على نفسه في الحديث السابق؟
الجواب: أن هؤلاء الصحابة الكرام هم الذين تلقوا الوحيين من رسول الله? مبينا منه لهم مباشرة دون واسطة كما هو شأن من جاء من بعدهم، ولا شك أن الأمر كما قال رسول الله ?:" إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب"، ولذلك كان إيمان الصحابة الأولين أقوى من إيمان من جاء بعدهم، وهذا ما أشار إليه الرسول ? في الحديث المتواتر:" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وعلى هذا فلا يستطيع مسلم أن يستقل بفهم الكتاب والسنة بشخصه، بل لابد أن يستعين على فهمهما بالرجوع إلى الأصحاب الكرام الذين تلقوا ذلك عن النبي ? مفسرا تارة بقوله، وتارة بفعله، وتارة بتقريره.
¥