مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، وغيره من الأئمة. وتولى مشيخة دار الحديث الأشرفية الأولى والتدريس بها دون أن يأخذ من معلومها شيئاً. وقد أسعف بالتأييد، وساعدته المقادير، فقرَّبت منه كل بعيد، فكان يجد مع الأهلية ثلاثة أشياء، أحدها: فراغ البال واتساع الزمان، وكان رحمه الله قد آوتي من ذلك الحظ الأوفر، حيث لم يكن له شاغل. الثاني: جمع الكتب التي يستعان بها على النظر والاطلاع على كلام العلماء. الثالث: حسن النية وكثرة الورع والزهد والأعمال الصالحة التي أشرقت أنوارها، وكان رحمه الله قد اكتال بذلك من المكيال الأوفى، فكان ذلك الانتاج العظيم في عمره القصير الذي لم يتجاوز (45) عاماً، ولكنه كان مليئاً بالخير والبركة.
مسموعاته: سمع على مشايخه الكتب الستة، صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن الدارمي، ومسند أبي يعلى الموصلي، وصحيح أبي عوانة، وسنن الدار قطني، وسنن البيهقي، وشرح السنة للبغوي، ومعالم التنزيل في التفسير للبغوي أيضاً، وعمل اليوم والليلة لابن السنى، والجامع لآداب الراوي والسامع للخطيب البغدادي، والرسالة القشيرية والأنساب لل------ير بن بكار، وأجزاء كثيرة.
صفاته وأخلاقه: كان رحمه الله على جانب كبير من العلم والعمل والورع والزهد والصبر على خشونة العيش، والمصابرة على أنواع الخير، لا يعرف ساعة في غير طاعة، يتقوت من جراية المدرسة الرواحية، ومما يأتيه من بلده من عند أبويه، وكان يتصدق منها أحياناً، وكان كثير السهر في العبادة والتصنيف، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وكان عليه سكينة ووقار في البحث مع العلماء وغيرهم، متابعاً للسلف الصالح من أهل السنة والجماعة، وكان كثير التلاوة للقرآن، ذاكراً الله عز وجل، معرضاً عن الدنيا، مقبلاً على الأخرة.
تصانيفه: تصانيفه كثيرة، منها " شرح صحيح مسلم " و " الإرشاد " و " التقريب " في عموم الحديث، و " تهذيب الأسماء واللغات " و:
" المناسك الصغرى " و " الكبرى " و " منهاج الطالبين " و " بستان العارفين " و " خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام " و " روضة الطالبين في عمدة المفتين " و " شرح المهذب " و " رياض الصالحين " و "حلية الأبرار وشعار الإخيار في تلخيص الدعوات والأذكار " وهو المعروف بالأذكار للنووي و " التبيان في آداب حملة القرآن " وهو كتابنا هذا الذي نقدم للقراء وغير ذلك من المؤلفات المفيدة والمصنفات النافعة.
وفاته رحمه الله: سافر في آخر عمره إلى بلده نوى، وزار القدس والخليل، ثم رجع إلى نوى فمرض عند أبويه، وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء لست بقين من شهر رجب سنة (676 هـ) ودفن ببلده نوى، وقبره مشهور بها، وكان لنبأ وفاته وقع أليم على دمشق وأهلها، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأعلى درجاته في الجنان.
الكتب الالكترونية الاسلامية ( http://adel-ebooks.mam9.com)
ـ[ماهر]ــــــــ[21 - 04 - 08, 07:38 ص]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 04 - 08, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك وجعل ماسطرته ودونته في ميزان حسناتك.
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:02 م]ـ
وإياكم جميعا بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا