تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلسلة أعمال القلوب .. الشيخ خالد السبت ... الخشوع]

ـ[ابوعمر]ــــــــ[07 - 12 - 03, 09:59 م]ـ

الخشوع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،

فالكلام في هذا الموضوع ينتظم إحدى عشرة نقطة، وهي:

الأولى: في بيان معناه وحقيقته.

الثانية: الفرق بينه وبين الإخبات، وبينه وبين الخضوع، وبينه وبين الضراعة.

الثالثة: أهميته.

الرابعة: الخشوع في الكتاب والسنة.

الخامسة: درجاته.

السادسة: تفاوت الناس فيه.

السابعة: أنواعه.

الثامنة: الطريق إليه.

التاسعة: ثمراته السلوكية.

العاشرة: ما ينافيه و يضاده.

الحادية عشر: أحوال السلف رضي الله عنهم في هذا الباب.

أما الأولى: وهي معنى الخشوع:

فهو يدور في كلام العرب على معنى واحد تدور عليه جميع استعلامات هذه الكلمة، وهو التطامن [انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الخاء، باب الخاء والشين وما يثلثهما]. ولذلك نجد أن بعضهم يعبرون عنه بقولهم: ' الخاشع المستكين والراكع '. وبعضهم يقول: ' المتضرع' [انظر: المفردات للراغب، 'مادة: خشع '] وبعضهم يقول: ' المختشع: هو الذي طأطأ رأسه وتواضع '، وبعضهم يقول كلاماً يقارب هذا، وهو يدور في لغة العرب على ما ذكرت.

فالتخشع لله عز وجل هو: الإخبات والتذلل له جل جلاله.

وأما معنى الخشوع في الاصطلاح: فعبارات العلماء فيه متقاربة [انظر: المدارج 1/ 521 – 524]:

فمن قائل هو: قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.

ومن قائل هو: الانقياد للحق- والواقع أن الانقياد للحق هو من موجبات الخشوع-.

ومن قائل هو: تذلل القلوب لعلام الغيوب.

وابن القيم رحمه الله يقول: إن الخشوع معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار.

والحافظ بن حجر رحمه الله ينقل عن بعضهم تعريف الخشوع بأنه: تارة يكون من فعل القلب كالخشية، وتارة من فعل البدن كالسكون - سكون الأعضاء والجوارح - وقد قيل: لابد من اعتبار الأمرين حتى يكون ذلك من قبيل الخشوع المعتبر.

وبعضهم يقول: هو معنى يقوم في النفس، ويظهر عنه سكون الأطراف يلائم مقصود العبادة.

وابن رجب له كلام جيد في بيان معناه يقول [الخشوع في الصلاة]:' أصله لين القلب ورقته، وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له' كما قال صلى الله عليه وسلم: [ ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ... ] رواه البخاري ومسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه في الصلاة: [ ... خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي ... ] رواه مسلم أ. هـ. فهو يرى: أن خضوع الجوارح هو ثمرة لخضوع القلب ولينه. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أن الخشوع يتضمن معنيين: أولهما: التواضع والتذلل.

والثاني: السكون والطمأنينة، يقول:'وذلك مستلزم للين القلب ومنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضًا, ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا: التواضع والسكون' [مجموع الفتاوى 7/ 28 –30].

فشيخ الإسلام يرى أن لين القلب هو نتيجة وأثر ولازم من لوازم الخشوع، وأن الخشوع هو التواضع والتذلل والسكون والطمأنينة، ولهذا جاء عن علي رضي الله عنه:'الخشوع في القلب: أن تلين كنفك للرجل المسلم وألا تلتفت في الصلاة' وجاء عنه أن:' الخشوع في القلب'. وهكذا جاء عن إبراهيم النخعي أيضاً وطائفة من السلف، وكان ابن سيرين يقول:' كانوا يقولون في معنى الخشوع:'لا يجاوز بصره مصلاه'. وسئل الأوزاعي عن الخشوع، فقال:'غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب وهو الحزن والخوف'. وكان الأوزاعي رحمه الله- كما وُصف-: كأنه أعمى من الخشوع –يعني أن ذلك أثر أيضاً على بصره ونظره.

والخلاصة: أن الخشوع معنى ينتظم خضوع القلب وذله وانكساره وعبوديته، وسكونه وتواضعه، وطمأنينته مع التعظيم والمحبة والخشية لله تعالى، ويظهر أثره على الجوارح بسكونها والتواضع للخلق، فيكون القلب عامرًا بالسكون والطمأنينة، والتذلل والمحبة والتعظيم، مع خضوع الجوارح، وتواضع العبد، وسكون الجسم، وسكون الطرف والنظر.

ثانياً: الفرو قات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير