تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيء لا يعرف لأحد من العلماء، ومن استقرأ سير الصحابة تحقق إجماعهم على ذلك، فإنه نقل عنهم في قضايا مختلفة منتشرة يستفيض نقلها ولم ينكره أحد، وما حكي عن بعض الفقهاء من أنه إذا لم يستحل لا يكفر زلة عظيمة، وخطأ عظيم لا يثبت عن أحد من العلماء المعتبرين، ولا يقوم عليه دليل صحيح، فأما الدليل على كفره فالكتاب والسنة والإجماع والقياس) [60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn60). قال شيخ الإسلام: (إن سب النبي r تعلق به عدة حقوق: حق الله سبحانه من حيث كَفَر برسوله، وعادى أفضل أوليائه، وبارزه بالمحاربة، ومن حيث طعن في كتابه ودينه، فإن صحتها موقوفة على صحة الرسالة، ومن حيث طعن في ألوهيته، فإن الطعن في الرسول r طعن في المرسل وتكذيبه تكذيبٌ لله تبارك وتعالى وإنكار لكلامه وأمره وخبره وكثير من صفاته، وتعلق به حق جميع المؤمنين من هذه الأمة ومن غيرها من الأمم، فإن جميع المؤمنين مؤمنون به، خصوصاً أمته، فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به، بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته وسفارته، فالسب له أعظم عندهم من سب أنفسهم، وآبائهم، وأبنائهم، وسب جميعهم كما أنه أحب إليهم من أنفسهم، وأولادهم، وآبائهم والناس أجمعين، وتعلق به حق رسول الله r، من حيث خصوص نفسه، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله ... فالوقيعة في عرضه قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه، وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم، ويوجب لهم خسارة في الدنيا والآخرة) [61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn61). وقال أيضاً: (الطعن في الأنبياء طعن في توحيد الله وأسمائه وصفاته، وكلامه ودينه وشرائعه وأنبيائه وثوابه وعقابه وعامة الأسباب التي بينه وبين خلقه، بل يقال: إنه ليس في الأرض مملكة قائمة إلا بنبوة أو أثر نبوة، وإن كل خير في الأرض فمن آثار النبوات وليست أمة مستمسكة بالتوحيد إلا اتباع الرسول ... فعلم أن سب الرسل والطعن فيهم ينبوع جميع أنواع الكفر، وجماعُ جميع الضلالات، وكل كفر ففرع منه، كما أن تصديق الرسل أصل جميع شعب الإيمان، وجميع مجموع أسباب الهدى) [62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn62). قال أبو حنيفة: (من كذب بأحد من الأنبياء، أو انتقص أحداً منهم أو بريء منه فهو مرتد) [63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn63). قال أبو يوسف: (وأيما مسلم سب رسول الله r، أو كذبه، أو عابه، أو تنقصه فقد كفر بالله، وبانت منه امرأته) [64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn64). قال الإمام أحمد: (من شتم النبي r أو تنقصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتل) [65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn65). قال حنبل [66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn66) سمعت أبا عبد الله يقول: (كل من شتم النبي r أو تنقصه -مسلما كان أو كافراً- فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب). قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: (كل من نَقَضَ العهد وأحدث في الإسلام حدثاً مثل هذا رأيتُ عليه القتل، ليس على هذا أُعْطُوا العهد) والذمة). وكذلك قال أبو الصقر [67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn67): سألت أبا عبد الله عن رجل من أهل الذمة شتم النبي r ماذا عليه؟ قال: إذا قامت عليه البينة يقتل مَنّ شتم النبي r، مسلماً كان أو كافراً). رواهما الخلال [68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn68). وقال في رواية عبد الله وأبي طالب وقد سئل عمن شتم النبي r، فقال: (يُقتل، قد نقض العهد). وقال حرب: (سألت أحمد عن رجل من أهل الذمة شتم النبي r، قال: يقتل، إذا شتم النبي r). وله كلام جميل في (مسائله برواية ابنه عبد الله) [69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn69). قال القاضي عياض: بأن مسألة ساب النبي r أقوى لا يتصور فيها الخلاف، لأنه حقٌّ متعلق للنبي r ولأمته بسببه، لا تسقطه التوبة كسائر حقوق الآدميين) [70]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير