تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[371] حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت والله انه لنرتحل الى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا إذ اقبل عمر حتى وقف علي وهو على شركه قالت وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشرا علينا فقالت فقال إنه لانطلاق يا أم عبد الله قالت قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا قالت فقال صحبكم الله ورأيت له رقة لم أكن اراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا قالت فجاء عامر من حاجتنا تلك فقلت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا قال اطعمت في إسلامه قالت قلت نعم قالت لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب قالت يأسا لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام

[371] وكان إسلام عمر بن الخطاب فيما بلغني ان أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت قد أسلمت واسلم زوجها سعيد بن زيد معها وهم يستخفون بإسلامهم من عمر وكان نعيم بن عبد الله النحام رجلا من قومه من بني عدي بن كعب قد اسلم وكان أيضا يستخفي بإسلامه فرقا من قومه وكان خباب بن الأرت يختلف الى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من اصحابه فذكر له انهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا وهم قريب من أربعين من رجال ونساء ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق بن أبي قحافة في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يخرج فيمن خرج الى أرض الحبشة فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له أين تريد قال أريد محمدا هذا الصابىء الذي قد فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله فقال له نعيم والله لقد غرتك انفسك من نفسك يا عمر اترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع الى أهل بيتك فتقيم أمرهم قال وأي أهل بيتي قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد واختك فاطمة بنت الخطاب فقد اسلما وتابعا محمد صلى الله عليه وسلم على دينه فعليك بهما فرجع عمر عامدا لختنه وأخته وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئها إياها فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب بن الأرت في مخدع لعمر أو في بعض البيت وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها وقد سمع عمر حين دنا من البيت قراءته عليهما فلما دخل قال ما هذه الهينمة التي سمعتها قالا ما سمعت شيئا قال بلى والله لقد أخبرت عما تابعتما محمدا على دينه وبطش بختنه سعيد بن زيد وقامت اليه فاطمة أخته لتكفه عن زوجها فضربها فشجها فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه نعم قد اسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك ولما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع فأرعوى وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرآن آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد وكان عمر كاتبا فلما قال ذلك قالت له أخته انا نخشاك عليها قال لا تخافي وحلف لها بآلهته ليردنها إليها إذا قرأها فلما قال لها فلما قال لها ذلك طمعت في إسلامه فقالت له يا أخي انك نجس على شركك وانه لا يمسها الا الطاهر فقام عمر فاغتسل ثم اعطته الصحيفة وفيها طه فقرأها فلما قرأ صدرا منها قال ما أحسن هذا الكلام واكرمه فلما سمع خباب ذلك خرج اليه فقال له يا عمر والله اني لأرجو ان يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته وهو يقول اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب فالله الله يا عمر فقال له عند ذلك فادللني عليه يا خباب حتى آتيه فأسلم فقال له خباب هو في بيت عند الصفا معه فئة يعني من أصحابه فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فضرب عليهم الباب فرآه متوشحا السيف فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع فقال يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف فقال حمزة بن عبد المطلب فائذن له فإن كان يريد خيرا بذلنا له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذن له فأذن له الرجل ونهض اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه في الحجرة فأخذ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير