¨ يقول الدكتور البار: " تنتشر الأمراض الجنسية في الشاذين بصورة مرعبة حقاً، يكادون ينفردون ببعض الأمراض، وأشهرها وأكثرها إثارة (الإيدز) أو (مرض فقدان المناعة المكتسبة) 000 وخطورة هذا المرض أنه مميت في خلال عامين أو ثلاثة منذ ظهور الأعراض، وسببه نقص شديد في وسائل الدفاع الممثلة بصورة خاصة في الخلايا اللمفاوية من نوع ( T4 ) التي تقل في الدم 0
ومن أخطر الآثار المترتبة على وطء المرأة في دبرها ما ذكره الدكتور النسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) (1): (أن ذلك يؤدي لتوسعة الشرج وارتخاء المعّرة الشرجية، وقد يصاب بسلس غائطي، أي يخرج البراز بشكل لا إرادي، وقد يُصاب بالانعكاس النفسي) لانعكاس الوطء من الوضع الطبيعي إلى الشذوذ 0
ويقول الدكتور البار (2): " وفي الحالات التي يتم فيه الجماع عن طريق الشرج (في الذكور والإناث) فإنه القناة الشرجية تلتهب التهاباً شديداً مع وجود إفرازات قيحية دموية يصحبها نزيف في بعض الأحيان وقد تتحول هذه الالتهابات المزمنة إلى سرطان ويكون غشاء القناة الشرجية محتقناً متقرحاً مليئاً بالبثور الصديدية الدموية وتظهر الخراريج كما تحدث نواسير بين المستقيم والمهبل أو القناة الشرجية والمهبل.
وبعد فلقد سد الإسلام كل المنافذ التي تجعل الرجل ينحرف جنسياً حفاظاً على صحته ونسله ولذا حرم وطء المرأة في دبرها وقد جاء النهي صراحة في السنة النبوية علاوةً على الأمراض التي تصيب الرجل والمرأة على حد سواء، فالتوازن الذي أوجده الله تعالى في جسم الإنسان بين الأجهزة المختلفة ووظيفة كل جهاز والملاءمة بين الوظيفة والتركيب ليس عشوائياً إنما كل عضو له تركيب نسيجي معين مرتبط بوظيفة معينة، فما بالنا أبعد ما نكون عن فهم هذا التوازن في جسم الإنسان خاصة في عصرنا الحالي، إلا أن إنسان العصر كسر هذا التوازن وخالف الفطرة التي فطرنا الله عليها وغير وظيفة الأعضاء، فالخروج على الفطرة السوية يعود بالشر الوبيل على الفرد والمجتمع، وحتى لو نجح العلماء في إيجاد علاج للأمراض الجنسية المعاصرة فلن يغير هذا العلاج من شئ في القواعد الأساسية لديننا الحنيف وسيظل الخروج عنها خروجاً عن الفطرة الإنسانية السوية.
(1) الطب النبوي والعلم الحديث: د0 محمد ناظم النسيمي: 2/ 123 0
(2) الأمراض الجنسية، د. محمد البار (ص: 371).
الخاتمة
الحمد لله الذي أتم علينا النعمة ووفقنا لانجاز هذا البحث الذي تبين لي من خلاله أن القول بتحريم إتيان المرأة في الدبر هو القول الراجح 0
وأن القول بإباحته أو كراهته هو قول مرجوح، وهذه أهم النتائج المستخلصة منه:
1) ثبوت بعض الأحاديث النبوية الدالة على تحريم إتيان المرأة في دبرها، والبعض منها فيه التصريح بذلك، كحديث أم سلمة، وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ 0
2) ثبوت القول بالتحريم عن طائفة من الصحابة والتابعين 0
3) القول بتحريم إتيان المرأة في دبرها هو قول جمهور الفقهاء من الأئمة الأربعة وغيرهم 0
4) جماهير السلف والخلف على القول بتحريمه، بل نقل الماوردي إجماع الصحابة على ذلك، وهو ثابت ـ كما فصلناه ـ عن أبي الدرداء وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود ـ رضي الله عنهم ـ 0
5) انعقاد الإجماع على تحريمه كما حكاه العيني في " البناية " 0
6) القول بتحريم ذلك موافق للمنقول والمعقول وقواعد الشريعة التي جاءت بإزالة الضرر وتقليله، حيث أثبت الطب أن الوطء في الدبر يكون سبباً في أمراض خبيثة منهكة وقاتلة 0
7) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى ابن عمر t غير صريحة، بل الثابت خلافها، وهو ما نصّ عليه بعض المحققين كالذهبي وابن القيم وابن كثير 0
8) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام مالك ثابتة غير أنه رجع عنه، وشدد في ذلك 0
9) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام الشافعي غير صريحة، على أنه ـ مع ثبوته ـ قول قديم له رجع عنه، وذهب ابن القيم إلى مذهب أن الشافعي الأول: التوقف، ثم قال بالتحريم، وهذا الأظهر 0
¥