[حمل " أليس الصبح بقريب" للعلامة ابن عاشور]
ـ[محمد عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 05 - 08, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب: أليس الصبح بقريب
المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله.
المطبعة: دار سحنون – دار السلام
230 صفحة.
الطبعة 2006.
هذا الكتاب هو أثر فريد في بابه و طريف في موضوعه و عنوانه , يعرض تاريخ المعرف البشرية عند الأمم القديمة و عند العرب في الجاهلية ثم في العصور الإسلامية الزهية. ففيه وصف دقيق للتعليم الإسلامي: أساليبه و مناهجه و تاريخ لمواضعه في سائر أقطار المشرق و المغرب. كما بين صاحبه أهمية تعليم المرأة في الإسلام بل ضرورته. كما تعرض بالتفصيل للتنبيه على مواطن الخلل التي أصابت مناهج التعليم في عصور الانحطاط , فأفاض في بيان أسباب تأخر العلوم و طرق تدريسها في العالم العربي عامة و في جامع الزيتونة خاصة. ثم عرض طريقته للإصلاح التربوي و التعليمي بجرأة و إخلاص. فأبان عن نظرة استشرافية منيرة و إحاطة و فهم للشريعة و الواقع. فخط بذلك للأمة الإسلامية طريقا للنهوض و الإصلاح و رسم لها منهجا قويما للنمو و الفلاح.
و أقترح عليكم هذه الباقة من أزهار هذه التحفة الفريدة:
وإذا كان الرجل من الصالحين و ألف تأليفا أو أنشأ شعرا أدخلوا صلاحه في آثاره فعصموه من الخطل و أعطوا شعره رتبة الاختيار و لبسوا لمن ينقد شيئا من كلامه جلد النمر و أحضروا له سياط الزجر ....
وهكذا كانوا يأخذون كلام الصالحين فيقضون به على العلم و ربما نزلوه منزلة ما لا يقبل الطعن كأخذهم أجوبة صاحب الإبريز التي يرويها عن شيخه الصالح عبد العزيز الدباغ , فيعتقدون أنها تمام مراد الله أو رسوله من كلامه المفسر فيها. و قد يأتي الواحد منهم بمقالة تخالف العلم أو أصول الدين – نشأت عن قصور في العلم أو سوء فهم أو ضيق تعبير – فاعتبروها- أتباعهم أو مريدوهم - هي الدين و صمموا عقدهم على غلط الأئمة السابقين , إذ شتان بين من يأخذ من طريق الاجتهاد و من يأخذ من طريق الكشف. ظنا منهم أن الصالح منزه عن الغلط و أنه إذا تكلم تكلم عن شبه وحي وهو ما عبروا عنه بالكشف , و توهموه أنه الاطلاع على مراد الله أو قراءة اللوح المحفوظ كما يقول الجهال من العامة , مع أن هذا الكشف خواطر تعرض لأهل الصلاح و ليست معصومة من الخطأ. و لقد كانوا يعتقدون و ما زالوا أن الأمر المشكل إذا ريء في النوم ما يبينه فقد فسر بوجه لا يقبل الخطأ لأنهم يرون الأحلام كشفا و يثقون بأنفسهم وهم نائمون بما كانوا يشكون فيها وهم أيقاظ فهم لا يقلدون إلا ميتا.
..............
اعتل الوضاعون بعدما رأوا من صرامة أهل النقد بعلة جديدة و هي التساهل في أحاديث فضائل الأعمال و منشأ ذلك شيوع التصوف ظنا منهم أن الكذب في الترغيب مصلحة حتى إن أحدهم ليم على صنيعه و ذُكِر بحديث " من كذب علي متعمدا فليتوبأ مقعده من النار" فقال " إنما كذبت له لا عليه" و تغالى بعض الجهلة فقال: يكفينا في وجوب الأخذ قول القائل: قال رسول الله سواء كان صدقا أو كذبا. و أيدوا ذلك برؤى حلمية. و من العجيب أن النووي يحكي اتفاق الحفاظ على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال و الواجب سد هذه الذريعة.
................
أما أسباب التأخر فهي:
الأول: التعصب للمذاهب و العكوف على إمام المذهب و استنباط الحكم بالالتزام أو نحوه , فتلقى أتباع الأئمة مذاهبهم برهبة منعتهم النظر في الفقه بل صار قصاراهم نقل الفروع و جمع الغرائب المخالفة للقياس و نقل الخلاف. و أبوا التراجع و رفع الخلاف الذي هو الغرض من التفقه و عوضوا ذلك بالانتصار للمذاهب لا يلوون على غير ذلك. مع تصريح الأئمة بأن لا يوافقهم أحد إلا بعد عرض مذاهبهم على الأصول ز قال الباجي " لا أعلم قوما أشد خلافا على مالك من أهل الأندلس لأن مالكا لا يجيز تقليد الرواة و هم لا يعتمدون غير ذلك" ...
السبب الثاني: إبطال النظر في الترجيح و التعليل و رمي من يسلك ذلك بأنه يريد إحداث مذهب جديد أو إحداث قول ثالث كما هو اللقب المعروف في باب الإجماع من كتب الأصول. و قد كان علماء السلف مع تقليدهم لواحد من الأئمة لا يرون تقليده مانعا من النظر و الترجيح فهذا سحنون يخرج فروع " المدونة" مذيلة بأحاديث صحيحة تخالفها لينبه على أنه يختار غيرها .....
الرابط ( http://www.archive.org/download/sobh-qarib/sobh_qrb.pdf)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[25 - 05 - 08, 09:52 م]ـ
جوزيت خيرا اخي الكريم وجعله الله في ميزانك يوم توزن الاعمال
ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[25 - 05 - 08, 11:31 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو الفتح الزواري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 04:30 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 01:59 ص]ـ
أحسن الله إليك
وبارك الله فيك
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 05 - 08, 03:04 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب
¥