تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنَّ مما يجب أن يعلم أن شريعة الله تعالى فيها تحقيق لمصالح العباد، وهى كلُّها رحمة وحكمة وعدل، ليس شيء فيها خارج عن ذلك، بل كل تشريع فيها يحقق للمكلف النفع والمصلحة في دينه ودنياه 0

وهذه المصالح المترتبة على التشريع، فيها: المصالح الضروريات والحاجيات والتحسينات، وهى المعروفة عند الأصوليين بـ " مقاصد الشريعة "، وهي خمسة:

1. حفظ الدين 0

2. وحفظ النفس 0

3. وحفظ العقل 0

4. وحفظ المال 0

5. وحفظ العرض 0

وهي: الأغراض التي لأجلها شرع الله الشرائع وأنزل الأحكام ورتب الثواب والعقاب 0

ومما شُرِعَ لحفظ النفس: الزواج، وذلك لبقاء النوع وتكثيره، وعدم الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط ومقدماتها، وقد جاء مقصد "حفظ العرض " مكملاً لذلك بوقايته من أسباب الفجور والرذيلة 0

ومن المسائل التي لها تعلقُّ بهذين المقصدين، مسألة " إتيان المرأة في دبرها "، فهي من جهة كونها مما يتفرع على عقد النكاح، تندرج في المقصد الأول الذي

جاءت الشريعة بتحقيقه، ومن جهة كونها انتهاك للعرض والشرف ـ على القول بتحريمه، وهو الصواب ـ كما سيأتي بيانه ـ تندرج في المقصد الثاني الذي جاءت الشريعة بحمايته 0

ولما رأيتُ هذه المسألة قد كثر فيها الخلاف قديماً وحديثاً، ولم أجد من أفردها بالبحث والتصنيف قمت بدراستها وتحقيق القول فيها 0

وقد سميت هذه الدراسة بـ (وطء المرأة في الموضع المكروه ـ دراسة حديثية فقهية طبية) 0

وأسميته بالموضع المكروه تأدباً في احترام ذات المرأة وإكرامها وهو مكروه طبعاً، إذ تنفر عنه الطبائع السليمة 0

ومكروه شرعاً كراهية تحريم 0

فجاء هذا القيد ليخرج الوطء في الموضع المألوف والمشروع ورغبت في استقراء ودراسة الأحاديث والأثار وأقوال الفقهاء والأطباء في هذه المسألة إبراء للذمة وخدمة للأمة خاصة بعد الانفتاح على العالم الخارجي ونقل كثير من الشذوذ حياً عبر الفضاء إلى أبناء المسلمين 0

مما تحتم بيانه والجواب عليه والتحذير منه 0

خطة البحث

وقد كانت دراستي على النحو التالي:

قسمت الدراسة إلى ثلاثة فصول:

v الفصل الأول: الدراسة الحديثية وفيه مبحثان:

فقد جمعت فيه ـ مستقرئاً ـ الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة التي جاءت في الباب، مع النقد الحديثي لها، مستأنساً بأقوال العلماء عليها0

المبحث الأول: الأحاديث المرفوعة ودراستها 0

المبحث الثاني: الآثار الموقوفة والمقطوعة ودراستها 0

v الفصل الثاني: الدراسة الفقهية:

ذكرت فيه أدلة الفقهاء من المنقول والمعقول، مبتدأ بأدلة المحرمين لها ـ وهم جمهور الفقهاء ـ ثم أدلة المبيحين، مع حكاية أقوالهم في ذلك ومناقشتها 0

وقد أضفت إليها حكاية مذاهب غير أهل السنة من الشيعة الإمامية والزيدية والإباضية، مع سياق أدلتهم في المسألة 0

ثم فرغت ـ بعد تفنيد أدلة المبيحين لها ـ إلى بيان الراجح فيها 0

ثم شرعت في تحقيق ما نسب إلى ابن عمر t والإمامين مالك والشافعي رحمهما الله تعالى من إباحة ذلك 0

v الفصل الثالث: الدراسة الطبية:

ذكرت فيه الآثار المترتبة على هذا الفعل القبيح من الأضرار والأمراض التي نص عليها الطبُّ، سيما الطب الحديث منه 0

v وختمتها بخاتمة:

بينت فيها نتائج البحث التي توصلت إليها 0

والله الموفق لما فيه خير الدنيا والآخرة 0

الباحث

دكتور / طارق محمد الطواري

المدرس بقسم التفسير والحديث

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

جامعة الكويت

1420 هـ / 1999م

الفصل الأول

الدراسة الحديثية

المبحث الأول

الأحاديث المرفوعة ودراستها

v الحديث الأول: رواية جابر بن عبدالله 0

عن جابر بن عبدالله: " أن يهود كانت تقول إذا أُتيت المرأة من دبرها في قبلها، ثم حملت كان ولدها أحول 0 قال: فنزلت:] نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [(1) 0

¨ أخرجه البخاري ـ في صحيحه ـ كتاب التفسير ـ باب نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم ـ (8/ 37) ـ حديث رقم (4528) 0

¨ ومسلم ـ في صحيحه ـ كتاب النكاح ـ باب جواز جماعه امرأته في قبلها، من قدامها ومن ورائها، من غير تعرض للدبر ـ (2/ 1058 ـ 1059) ـ حديث رقم (1435) 0

¨ وأبو داود ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب في جامع النكاح ـ (2/ 249) ـ حديث رقم (2163) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير