تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

............. ثم ساق الجديع ـ هداه الله تعالى ـ أبياتًا من هذا الغثيان يضيق صدري بذكرها؛ ثم قال:

ومنه الغناء بما يستثير الشهوات ويرغّب في تحصيلها كالغناء بما يصف المرأة حتى كأن السامع ينظر إليها، فهذا إن كان يستثير شهوةً مشروعةً كالزوج إلى زوجته، أو الزوجة إلى زوجها فهو جائزٌ، فإن قلتَ: قد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" فهذا نهيٌ عن ذِكرِ أوصاف النساء. قلتُ ـ القائل هو الجديع ـ: هذا وصفٌ من معيّنةٍ لمعيّنةٍ لشيءٍ مستورٍ لا يطّلعُ عليه من المرأة أجنبيٌّ عنها؛ إذ المباشرة الإطلاع على الأوصاف الباطنة نظرًا أو ملمسًا، فإذا وقع للمرأة في حقّ امرأة أخرى لم يحِلّ لها أن تحدّث زوجها أو سِواه من الأجانب بما اطّلعت عليه من أوصافها فيغريه ذلك بها. وما نحن بصدده فهو وصف لغير معيّنة، ثم هو أيضًا ذكرٌ لما يُلتذّ بذكره من أوصاف النساء دون الإغراء بمعيّنةٍ منهنّ، وهذا إذا لم يكن سائقًا إلى معصية الله فهو مباح، وقد وصف كعب بن زهير في "بانت سعاد" حبيبته بأشياء من أوصاف النساء فلم ينهه النبي (صلى الله عليه وسلم) " إنتهى كلامه.

أأنظر إلى الطوام في أسطر قليلة:

أولها: إعجب من الجديع المحدّث الجهبذ ـ كما وصفه البعض!!!! ـ صاحب الأجزاء الحديثية في التخريج؟!! ـ التي لا يخفى جهد الحاسوب فيها جزى الله الحواسيب خيرًا؟!!! ـ كيف يخفى عليه ضعف إسناد قصة "بانت سعاد"؟!!!! وضعفها مما تكلم عليه كثير من طلبة العلم والمشائخ في غير ما موضع.

ثم هو يحتجّ بها في نشر الرذيلة والكلام الفاحش والساقط باسم الغناء، بل هو يعترف بأن غناء أشهر المغنين والمغنيات في زماننا هو من هذا القبيل، فهنيئًا للمطربين والمطربات الفجار هذا الترويج لسلعتهم الكاسدة بين السلفيين الأبرار الأغرار الذين تنطلي عليهم أمثال هذه الأضرار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانيها: أن المحرّم على المرأة من الخضوع في القول هو فقط الكلام الفاحش بلفظه أما الترقّق والتنعّم بالكلام فلا؟! وكلّ رجلٍ ـ أعني الرجولة الحقّة لا الذكورة فقط ـ يعلم أن الترقيق والتلطيف والتأنيث بالكلام قد يفتن الرجال أضعاف أضعاف ما يفعله الكلام الفاحش فيما لو صدر بخشونة وصمود. فأيّ ميزان هذا يا جديع؟!! جدَعَ الله أنفَ الباطلِ وأهلَه.

ليس هذا فقط؟!! بل هناك ما هو أطم؟!! هل ترتضي لنفسك ـ أيها الغيور السلفي ـ أن يستمع أهلك لغناء مطرب فاجرٍ ماجنٍ؟!! فإن هذا ما يجيزه لها الجديع؟!! واسمع ما يقول:

قال الجديع في (ص 275) بعنوان: " مسائل تتصل بالغناء والموسيقى" قال: " المسألة الأولى: سماع المرأة الغناء من أجنبيٍّ عنها، وسماع الرجل الغناء من أجنبيّةٍ عنه. أما سماع المرأة الغناء من رجلٍ أجنبيٍّ عنها فقد تقدّم التنبيه عليه فيما دلّ عليه حِداء أنجشة بالنساء بإقرار رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟!!! والأصلُ في صوت الرجل تسمعه المرأة بعلمٍ أو قرآنٍ أو ذكرٍ أو أذانٍ أو شعرٍ أو غناءٍ سواءٌ في الإباحة في حقّها، طرّب به أم لم يطرّب" إنتهى كلامه

وأنا أسألكم بالله: هل تسوّون أنتم بين القرآن والغناء في سماع النساءِ لهنّ؟!!!! وهل أثر الغناء العاطفي ـ من حبٍّ وعشقٍ وغرامٍ على على قلوب الضعيفات (النساء) كتأثير القرآن ومواعظه وما أعد الله للمحسنين من ثواب والضالين من عقابٍ ـ شتّان ـ والله شتّان ـ بين قرآن الرحمن ومزمار الشيطان.

ثم يأتينا الجديع ليجعل الكل في بابٍ واحدٍ وقياسٍ واحدٍ لا يختلفان، والله المستعان.

وأما استدلاله بحداء أنجشة؛ فأين الحداء من الغناء؛ وأين كلمات أنجشة من غناء زماننا الماجن؟! وأين عفة نساء الصحابة ووفرة عقولهن ومتين دينهنّ من ضعف قلوب ودين نساء هذا الزمان؟! فلا مطربو زماننا هم كأنجشة؟! ولا أصواتهم المخنثة كخشونة وصلابة صوت الصحابة وتقواهم لله أن يوقعوا مسلمة في الفساد، ولا نساء الصحابة كنسائنا، ولا حداء أنجشة كغناء مطربي زماننا، أهكذا القياس يا شيخ؟!!

ثم بالله هل ترتضون هذا القياس المشين إذ ذكر الغناء بين القرآن والذكر ودروس العلم والأذان، والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير