ليس هذا فقط؟!!! بل ستعجب إن نقلت لك التالية ـ وهي فاقرةٌ أيّما فاقرة ـ ولكن؟! إقرأ واحمد الله على النعمة أن عافاك الله أن تكون ذلك الرجل الذي نشر هذا الضلال بين العباد في مؤلفات تطبع في ـ برمنجهام وليدز في بريطانيا وتنشر في دول المسلمين ودور النشر ومعارض الكتب ليحمل وزرها ووزر من عمل بها من بعده إن لم يتب ـ:
قال الجديع (ص 275 - 277) وسأنقل غثيانه كاملاً لتعلم إلى أيِّ مدىً وصل في الإغواءِ: " وكذلك المرأة يسمع صوتها الرجل الأجنبيّ عنها؟!! فصوتها لذاته ليس بعورة، وليس في الكتاب ولا السنة ما يمنع المرأة من أن يسمع صوتها أجنبيّ، ولا يمنع الرجل من أن يسمع صوت أجنبية عنه، بل دلّ الكتاب على أن للمرأة أن تتكلم أمام الأجانب كما يأتي، وأما السنة فكانت المرأة تكلّم النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وحده وأمام الملأ وهم يسمعون في وقائع كثيرة. فإن قيل: نهى الله تعالى أمهات المؤمنين عن الإخضاع بالقول في قوله: " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفًا" قلت ـ والقائل الجديع؟!! ـ: نعم؟!! هذا نهيٌ عن الإخضاع بالقول، لا نهيٌ عن سماع الصوت، ألم تره قال: " وقلن قولاً معروفًا" فشرع الله تعالى للمرأة الكلام المعروف، وإنما نهاها عن أن تقول من الكلام ما تليّن به قلوب أصحاب الشهوات " الذي في قلبه مرض" فيطمع أحدهم بالوصال الممنوع. وحيث كان النهي متصلاً بالقول؛ فإنما القول الكلمات والمفردات لا الصوت والنبرات، فالمرأة إذا قالت قولاً مباحًا مشروعًا فعلى أيِّ رِقّةٍ ولينٍ خرج صوتها بطبعِها أو بقصدها؟!!! لم يكن عليها بعدُ من حرجٍ؟!!!!!!!! ......... إلى أن قال: فإن خلصَ كون ذلك من القول المعروفِ فليس عليها بعدَهُ من حرجٍ وإن تلذّذ به متلذّذٌ، كما لا حرج عليها في تلذّذ من يتلذّذ بصوتها إذا تكلمت، إنما الحرج على ذلك المتلذّذ؟!!!!!!! فإن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الإستماع" الحديث. على أن (الطمع) المذكور في كتاب الله ليس مجرّد التلذّذ بسماع صوت أجنبيّة أو أجنبيّ، وإنما هو شهوة الوصال؛ بقرينة قوله تعالى: " في قلبه مرض ". إنتهى كلامه والله المستعان.
بل الأعجب أنه يعدّ منع الرجال من سماع غناء النساء من التشدّد؟!!! فيقول (ص 277): " وعجيبٌ من طائفةٍ من المحرّمين المتشددين يمنعون من رفع المرأة صوتها بالغناء، فإذا جاءوا على مسألة الغناء للؤجال قالوا: (لا يفعله إلا المخنثون، وإنما الغناء للنساء) فأيّ تناقضٍ هذا وبعثرةٍ في الرأي" إنتهى كلامه.
وهنا يحقّ لي أن أقول: البعثرة يا أستاذ ـ جديع ـ في فهمك لكلام العلماء، فكلام العلماء هذا مستقيمٌ غايةً وصحيحٌ درايةً وأُسُّهُ أن الغناء خاص للنساء في مواسم خاصةٍ ـ كالعرس والعيد ـ فيما بينهنّ لا يسمعه الرجال منهنّ، فأين البعثرة في هذا؟! واعلم أنك بمثل هذا الكلام تصِم أئمةً أعلامًا أمثال الشافعيّ وأبي حنيفة وابن حنبل وابن الجوزي والطبري وابن تيمية وابن القيّم والهيتمي وغيرهم كثيرٌ كثيرٌ كلهم متتابعون على هذه المقولة التي تنبزها أنت بالتناقض والبعثرة والتشدّد، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، ولست أدري لِمَ أظهرتَ لنا أنها تشدّدٌ بعد أن استوطنت بلاد الكفر فقد كنت بيننا عقودًا لم تُظهِر لنا ذلك؟!!
فلعلّ كثرة المساس للكفار الماجنين إذ أقمت بين ظهرانيهم ورأيت هذه الطوامّ وأطمّ منها في شوارعهم باديةً ـ سلّم الله المسلمين وأرضهم من الفساد ـ أماتت الإحساس عندك بعظيم هذا الأمر وافتضاح ضلاله فصِرتَ ترى الذي يمنع منه متشدّدًا متناقضًا؟!!!
أم أعجبك وغرّك ما رأيت من الحرّية ـ بل سمّها: فوضوية البهائم ـ والانحلال عند الكفار فأحببت أن تصوغها هديّةً لقومك وتصدّرها لهم؟!!! ولكن؟!!!! بغطاء الشرع حتى تروج!!!
النساء تغنّي للرجال؟ وتغني بكلام الحب والغرام واللوعة والأسى لفقد حظها من حبيبها؟ وترقّق صوتها وتحسّنه بنبراتها الفاتنة؟ ويسمعها الرجال؟ ولا حرج عليها؟!!!
هنيئًا للغانيات الفاجرات هذا الصكّ المختوم بالجواز لغنائهنّ المذموم؟!!
زِدْنَ الأغاني واللوعات؟!! والتشكّي والآهات؟!! واسمعوا يا رجال؟!! واستمتعوا فالأمر حلالٌ؟!! فعلامَ هذه الأغلال؟!! لا: بل هيّا للأندية والمسارح شدّوا الرحال؟!! واستمتعوا بالغناء الحلال؟!! فما على وجه الأرض غناءٌ حرام!!! سلّم الله الشيخ الجديع من الأفات والآثام؟!! وأبقاهُ عِزًّا للإسلامِ؟!! ولكن أيُّ إسلام؟!! إنه إسلام ليدز وبرمنجهام؟!!!!
والله المستعان.
ولولا كرهي للإطالة من نقل غثيانه لنقلت لكم ما يتّضح به مدى ما وصل إليه الرجل، والله سبحانه الموعد.
ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العنزي فذاك من توفيق الله عزوجل.
أخي أبا حازم أحسنت وبارك الله فيكم.
إخواني: ترقبوا بإذن الله رد الشيخ المقرئ على الجديع - ولا أقول الضال حتى لا يزعل البعض!!! -
في كتابه السقيم " اللحية ".
جزاكم الله كل خير على الكتاب يا اخي
ولكن ما فائدة الجملة المظللة داخل الاقتباس اعلاه؟؟
كأنك قلت يا أخي
ثم ان القول لو كان يرضي الله فإني اقوله ولو احزن الناس جميعا
ولو كان يغضب الله فلا اقوله ولو استحسنه الناس جميعا.
ارجو ان يكون كلامي مقبولا
وهداني الله واياك لما يحبه ويرضاه
¥