تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونحن لا نجعل أمر الفتنة مقياسًا للأحكام في هذا الباب، فهذا باب حُدودٍ لا يحلّ إخضاعه للقول بالظن، وتقدير الفتنة لا يمكن إلا بالظنّ، ولا خلاف في الأصول أنّ عِللَ الأحكام لا يُصار فيها إلاّ إلى الأوصاف المنضبطة يقينًا أو غالبًا" إنتهى كلامه.

وهنا أقول: يا جديع مادمت تعلم كم تُفتَن النساء بالرجال كما قلتها فهلاّ أربعت على نفسك إذ أجزت لها سماع غناء الرجال بكلمات الحب والأسى ولوعات العشق والوله؟!!! أم أن (حبّك الشيء يعمي ويصمّ)!!!!

وأمّا نبزك للعلماء وأهل العلم بأنهم يلصقون الأمر دائمًا بالمرأة بقولك: فالمرأة هي الفاتنة دائمًا فهذا غير صحيح، ولو كنت تبصر!! لأبصرت تعليل العلماء لنهي الرجال عن الغناء ـ من ضمن مجموعة عللٍ أخرى ـ ما يؤدّي إليه غناء المخنثين المتماجنين من إدخال الفتنة على نساء المسلمين. ولكن ...... لست أدري لم هذا التحامل على علماء المسلمين؟!!!

وأما قولك: ولعلّ عِلّة إبراز ذلك أنّ عامّة من يكتب ويتكلم في هذه الأحكام هم الرجال، ولا يكاد يكون للمرأة حظٌّ من المشاركة فيه " فلعلّك يا ـ جديع ـ تريد أن ترفع شعار مساواة النساء للرجال في كلّ شيء؟!! حتى تريد منها أن تكون مفتيةً وقاضيةً حتى تقنع وأمثالك؟!!!!

وأما قولك:" وإن كان لها فيه الشيء حِيلَ بينها وبين الصراحة فيه إما حياءً وإما كبتًا. " فأقول: شلّ الله لسان الباطلِ وأهله، هكذا تصم علماءنا بالكبت لحقوق المسلمات؛ فلا حيلة لنا فيمن بلغ هذا المبلغ إلا الدعاء له إما بالهداية ـ وهي والله أحب إلينا من الأخرى ـ وإما ........... والله المستعان.

ولكن أشكرك يا جديع على بيانك الذي أخذناه من لسانك لأساس ما وقعت فيه من تيهٍ وضلال بقولك:"ونحن لا نجعل أمر الفتنة مقياسًا للأحكام في هذا الباب، فهذا باب حُدودٍ لا يحلّ إخضاعه للقول بالظن، وتقدير الفتنة لا يمكن إلا بالظنّ " فهذا عجيب منك غريب؛ وهل مبنى مسائل الفقه في الغالب الكثير إلا على الظنون أيها الخبير؟!!

أم أننا وصلنا إلى من يطلب باليقين والتواتر حتى في الفقهيات؟!!!

كفانا مزاعم أهل الضلال في عدم الأخذ بالآحاد في العقائد والمطالبة بالمتواتر فيها، ولم نطوِ بعدُ بساط الردّ عليهم حتى خرجت لنا بالمطالبة بالمتواتر أو اليقين في الفقهيات؟!!!!

الله المستعان.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير