تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والإنسان قد يُمدح بصفاته التي لا اختيار له فيها، بخلاف الحمد فإنه يكون ثناء على الصفات الاختيارية، مع الحب والإجلال، "الحمد لله"، الله: عَلَمٌ على الرب -سبحانه وتعالى- (لفظ الجلالة)، وهو أعرف المعارف على الإطلاق، جميع الأسماء ترجع إليه، الله يعني مشتق من أله يأله فهو المألوه، يعني: المعبود، وهو مستحق للعبادة؛ لأنه الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وتعظيما، وهو مشتمل على صفة الألوهية مشتق، أسماء الله مشتقة، والله اسم علم على الرب -سبحانه وتعالى-، لا يسمى به غيره، وهو أعرف المعارف على الإطلاق، وفيه إثبات صفة الألوهية لله -عز وجل-، جميع الأسماء ترجع إليه الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ يعني: بعث رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- بِالْهُدَى العلم النافع وَدِينِ الْحَقِّ العمل الصالح، بعثه بالهدى، بعثه بالعلم والعمل، يدعو الناس إلى العلم والعمل، فأرسل رسوله: بعث رسوله بالهدى ودين الحق لِيُظْهِرَهُ ليظهر دينه عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ على كل الأديان وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا أي: شاهدا، فهو -سبحانه وتعالى-

كفى به شاهدا على جميع خلقه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أشهد يعني: أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله، لا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله، أشهد: أقر وأعترف، بأنه لا معبود حق في الأرض ولا في السماء إلا الله، و"لا إله إلا الله": لا نافية للجنس من أخوات إن تنصب الاسم وترفع الخبر، إله اسمها، وخبرها محذوف والتقدير حق، الله بدل، إلا الله: إلا ملغاة، وهذا هو الصواب، ولا يتبين عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك إلا بتقدير الخبر (حق).

أما الأشاعرة فاضطربوا في هذا، فسروا الإله معناه هو المعبود، لا إله: لا معبود بحق، أما الأشاعرة فسروا الإله بأنه القادر على الاختراع، وهذا معناه فسروه بتوحيد الربويية، لو كان معناه لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله، أو لا قادر إلا الله، ما حصل نزاع بين الأنبياء وبين أممهم.

كفار قريش اعترفوا بأنه لا خالق إلا الله، لكن الإله معناه: المعبود، لا معبود حق إلا الله، لكن هناك معبودات كثيرة عبدت بالباطل، لكن العبادة بالحق لله وحده، والمعبودات الأخرى فكلها معبودات بالباطل: الشمس، والقمر، والنجوم، وغيرها كلها عبدت بالباطل، قال -سبحانه-: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.

ولا يتبين عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك إلا بتقدير الخبر (حق)، وتفسير الله بأنه المعبود، كما قال -سبحانه-: فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ فالآلهة معبودة، الآلهة كثيرة موجودة، لكن كلها معبودة بالباطل.

وقوله: "وحده"، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن لا إله إلا الله تأكيد، قوله: "وحده" تأكيد للإثبات، "لا شريك له" تأكيد النفي، فهو وحده المعبود بحق، وغيره معبود بالباطل، لا شريك له في ملكه، لا شريك له في ألوهيته، كما أنه لا شريك له في ملكه، ولا شريك له في ربوبيته، لا شريك له في الربوبية؛ فهو الرب وغيره مربوب، ولا شريك له في الملك؛ فهو المالك وغيره مملوك؛ ولا شريك له في الخلق؛ فهو الخالق وغيره مخلوق، ولا شريك له في العبادة والألوهية؛ فهو المعبود بحق وغيره معبود بالباطل.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، إقرارا يعني: إقرارا باللسان، وتوحيدا باللسان والقلب والجوارح. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد: أقر، أن محمدا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي، ثم المكي، ثم المدني -هو رسول الله حق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير