ونؤمن بأنه:] لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي [(6).] ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم [(7).
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات، صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسناً في الحديث قال الله تعالى:] وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً [(8).] ومن أصدق من الله حديثاً [(9).
ونؤمن بأن القرآن الكريم، كلام الله تعالى تكلم به حقاً وألقاه إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي، صلى الله عليه وسلم:] قل نزَّله روح القدس من ربك بالحق [(10).] وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين [(11).
ونؤمن بأن الله عز وجل علي على خلقه بذاته، وصفاته لقوله تعالى:] وهو العلي العظيم [(12). وقوله:] وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير [(13).
ونؤمن بأنه:] خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر [(1). واستواؤه على العرش، علوه عليه بذاته، علواً خاصاً، يليق بجلاله وعظمته، لا يعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه، وهو على عرشه، يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [(2).
ولا نقول كما تقول الحلولية، من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض.
ونرى أن من قال ذلك، فهو كافر أو ضال لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
ونؤمن بأنه سبحانه تعالى يأتي يوم المعاد، للفصل بين العباد لقوله تعالى:] كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً. وجاء ربك والملك صفاً صفاً. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [(3).
ونؤمن بأنه تعالى:] فعال لما يريد [(4).
ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان:
كونية: يقع بها مراده، ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى:] ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [(5).] إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم [(6).
وشرعية: لا يلزم منها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى:
] والله يريد أن يتوب عليكم [(1).
ونؤمن بأن مراده الكوني، والشرعي تابع لحكمته، فكل ما قضاه كوناً، أو تعبد به خلقه شرعاً فإنه لحكمة، وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو تقاصرت عقولنا عن ذلك:] أليس الله بأحكم الحاكمين [(2).] ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون [(3).
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه، وهم يحبونه:] قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [(4).] فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه [(5).] والله يحب الصابرين [(6).] واقسطوا إن الله يحب المقسطين [(7).] وأحسنوا إن الله يحب المحسنين [(8).
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها:] إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم [(9).] ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين [(10).
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات] رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه [(11).
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب، من الكافرين وغيرهم:] الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم [(12).] ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [(13).
ونؤمن بأن لله تعالى وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام:] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [(1).
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين:] بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء [(2).] وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [(3).
¥