تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَضْلُ الكِتَابِ

ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:43 م]ـ

قَالَ المسعودي في ((مروج الذهب)) (1/ 196): فضل الكتاب:

((وبعد؛ فإنه يُوصلُ به كل كلام، ويُتزينُ به في كل مقام، ويُتجملُ بِهِ في كلِّ مشهدٍ، ويُحتاجُ إليه في كُلِّ مَحْفَلٍ، ففضيلة علم الأخبار بينة على كل علم، وشرف منزلته صحيح في كل فَهم، فلا يصبر على فهمه وتيقن ما فيه، وإيراده وإصداره إلا إنسان قد تجرد له، وفهم معناه، وذاق ثمرته، واستسفر من غرره ونال من سروره، وقد قالت الحكماء: الكتاب نعم الجليس، ونعم الذخر، إن شئت ألهتك نواد رده، وأضحكتك بوادره، وإن شئت أشْجَتْكَ مواعظه، وإن شئت تعجبت من غرائب فوائدة، وهو يجمع لك الأول والأخر والغائب والحاضر والناقص والوافر والشاهد والغائب والبادي والحاضر، والشكل وخلافه، والجنس وضده، وهو ميت ينطق عن الموتى، ويترجم عن الأحياء وهو مؤنس يَنْشَطُ بنشاطك، وينامِ بنومك، ولا ينطق معك إلا بما تهوى، ولا نعلم جارأ أبر، ولا خليطاَ أنْصَفَ، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً اظهر كفاية، وأقل خيانة، ولا أجدَى نفعاً، ولا أحمد أخلاقَاَ ولا أقل خِلافأ ولا أعوم سروراً، ولا أسكت غيبة، ولا أحسن موافاة ولا أعجل مكافأة، ولا أخف مؤنه منه إن نظرت إليه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وأيد فهمك، وأكثر علمك، وتَعْرِف منه في شهر، ما لا تأخذه من أفواه الرجال في دهر،. ويغنيك عن كد الطلب، وعن الخضوع لمن أنت أثبت منه أصلاً، وأسمح فرعاً، وهو المعلم الذي لا يجفوك، وإن قطعت عنه المائدة، لم يقطع عنك الفائدة، وهو الذي يطيعك بِالليل طاعته لك بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته لك في الحضر، وقد قال الله تبارك وتعالى: " اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي عًلّمَ بالقَلَم، عَلّم الإِنسان ما لم يَعْلَم " فوصف عن نفسه أنه علم بالقلم كإخباره عن نفسه بالكرم، وفي ذلك يقول بعض أهل الأدب:

لًمّا عَلِمْتُ بأني لست أعجزهمِ ... فَوْتاً ولا هرباً قدمتُ أحتجب

فصرت بالبيت مسروراً به جذل ... اَ حاوي البراءة لا شكوى ولا شغب

فردا ًيحدثني حقًّا و ينطق لي ... عن علم ما غاب عني منهُمُ الكتب

المؤنسون هُمُ اللائي عُنِيتُ بهم ... فليس لي في جليس غيرهِم أرَبُ

للّه در جليسي اجليسهم ... فذا عشيرهم للسوء يرتقبُ

وقد كان عبد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب لا يجالس الناس، ونزل مقبرة، وكان لا يُرَى إلا وفي يده كتاب يقرؤه، فسئل عن ذلك، فقال: لم أرَ واعظاً أوعظ من قبر، ولا ممتعاً أمتع من كتاب، ولا شيئَاَ أسلم من الوحدة، فقيل له: قد جاء في الوحدة ما جاء، فقال: ما أفسدها للجاهل وقد قال بعض الشعراء فيمن يجمع الكتب ولا يعلم ما فيها:

زَوَامِلُ للأسفار لا علم عندم ... بجَيدِها إلا كعلم الأباعر

لَعَمْرُكَ ما يمري البعيرُ إذا غدا ... بأحمله أو راح ما في الغَرَائرِ)) ا هـ

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:01 ص]ـ

جزاك الله خيرا.

ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:03 ص]ـ

الأخ المسدَّد الْمُبَارك الجوَّاد / أبو أحمد عبد الرحمن

يَا مَنْ حَوَى الشُّكْرَ الجَزِيلَ لأَنَّهُ ... أَعْطَى جَزِيلاً وَاستَعادَ جَزيلا

اللهُ يَجْزِيكَ الثَّوابَ مُوَسَّعَاً ... لِجَمِيلِ فِعْلِكَ بُكْرَةً وَ أَصِيلا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير