تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن أنس رضي الله عنه قال: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا، قال: فانزل في قبرها، فنزل في قبرها فقبرها. رواه البخاري

البكاء فطرة بشرية

والبكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى: {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم / 43]: " أي: قضى أسباب الضحك والبكاء، وقال عطاء بن أبي مسلم: يعني: أفرح وأحزن؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ...

" تفسير القرطبي " (17/ 116)

وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره، لقول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: " إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ " البخاري (1242) ومسلم (924)

أنواع البكاء

ذكر الإمام م ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد عشرة أنواع للبكاء

أولا: بكاء الخوف والخشية.

إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) [مريم58].

وقال عليه السلام ((وقال " عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله))

من فوائد البكاء من خشية الله:

أنه يورث القلب رقة ولينا

أنه سمة من سمات الصالحين

أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة

أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته

ثانيا: بكاء الرحمة والرقة.

ثالثا: بكاء المحبة والشوق.

رابعا: بكاء الفرح والسرور.

خامسا: بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله.

سادسا: بكاء الحزن ....

وفرقه عن بكاء الخوف، أن الأول ((الحزن)): يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف: يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن: حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يُفرح به هو، قرة عين وأقرّ به عينه، ولما يُحزن: هو سخينة العين، وأسخن الله به عينه.

سابعا: بكاء الخور والضعف.

ثامنا: بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس.

تاسعا: البكاء المستعار والمستأجر عليه.

كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها

عاشرا: بكاء الموافقة

فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي.

وأما عن التباكي قال: وما كان مستدعىً متكلفاً، وهو التباكي

وهو نوعان: محمود ومذموم

فالمحمود: أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله، لا للرياء والسمعة،

والمذموم: يُجتلب لأجل الخلق.

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر: أخبرني ما

يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما (أخرجه مسلم في صحيحه ضمن حديث مطول في الجهاد)

ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم، وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.

والفرق بين بكاء الحزن و بكاء الخوف: هو أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول المكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.

والفرق بين بكاء السرور والفرح و بكاء الحزن: أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان .. ودمعة الحزن حارة والقلب حزين ..

ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين وأقر الله به عينه ولما يحزن هو سخينة العين وأسخن الله عينه به.

وقال يزيد بن مسرة (رحمه الله): البكاء من سبعة أشياء: البكاء من الفرح والبكاء من الحزن والفزع والرياء والوجع والشكر وبكاء من خشية الله تعالى فذلك يطفئ منها أمثال البحور من النار ..

وجاء في الشعر

إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير