تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (591)، والحاكم في " المستدرك " (2028) عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً، وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه ابن أبي أشيبة (7/ 155)، والبيهقي في " الشعب" (2590) عن عبد الله بن عمرو موقوفاً. وقال البيهقي: هكذا جاء موقوفاً، قال البيهقي في "الشعب " (2/ 523): ويحتمل أن يكون معنى أوتي النبوة أي جمع في صدره ما أنزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير أنه لا يوحى إليه. وأخرجه تمام الرازي في "فوائده " (301) من حديث البراء بن عازب =


مقدمة ــــــــــــــ ط. دار الحديث ــــــــــ (ص:18)
يكن نبياً.
وإني كنت حركت الهمة إلى تحصيل ما فيه الفنون، والإكتحال بإثمد مطالبه لتنوير العيون، فأكببت على النظر فيه، وشغفت بتدبر لآليء عقوده ودراريه، وتصفحت ما قدر لي من تفاسير السابقين، وتعرفت، حين درست، ما تخللها من الغث والسمين، ورأيت كلا بقدر وسعه، حام حول مقاصده، وبمقدار طاقته، جال ميدان دلائله وشواهده، وبعد أن صرفت في الكشف عن حقائقه شطراً من عمري، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري، أردت أن انخرط في سلك مفسريه الأكابر، قبل أن تبلى السرائر وتفنى العناصر، وأكون بخدمته موسوماً، وفي حملته منظوماً فشحذت كليل العزم، وأيقظت نائم الهم، واستخرت الله تعالى في تقرير قواعده، وتفسير مقاصده، في كتاب اسمه بعون الله الجليل:
((محاسن التأويل))، أودعه ما صفا من التحقيقات، و أوّشحه بمباحث هن المهمات، أوضح فيه خزائن الأسرار، وأنقد فيه نتائج الأفكار، وأسوق إليه فوائد التقطتها من تفاسير السلف الغابر، وفرائد عثرت عليها في غضون الدفاتر، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر، مما قادني الدليل إليه، وقوى اعتمادي عليه، وسيحمد السابح في لججه، والسانح في حججه، ما أودعته من نفائسه الغريبة البرهان، وأوردته من أحاديثه الصحاح و الحسان، وبدائعه الباهرة للأذهان، فإنها لب اللباب، ومهتدى أولي الألباب، ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات، بل اخترت حسن الإيجاز، في حل المشكلات، اللهم إلا إذا قابلت فرسان مضمار الحق جولة الباطلات، فهنالك تُصَوَّب أسنّة البراهين نحو نحور الشبهات.
ولا يخفى أن من القضايا المسلمة، والمقدمات الضرورية، أنه مهما تأنق الخبير في تحبير دقائقه السميّة، فما هو إلا كاشح لشذرة من معانيه الظاهرة، وكالكشف للمعة يسيرة من أنواره الباهرة، إذ لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب، وما تضمنه من لب اللباب، لأنه منطو على أسرار مصونة، وجواهر مكنونة؛ لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه، ولا نتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه.
وهذا وقد حليت طليعته بتمهيد خطير (1) في مصطلح التفسير، وهي قواعد فائقة،

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير