وقد عثرت يوما على بحث قام به أستاذ ملحد ونشره في منتدى اللادينيين العرب عن مثل هذه التأويلات. رغم أن المراد كما قرره المحققون من المفسرين مثل الشيخ العلامة المفسر الطاهر بن عاشور التونسي في كتاب التحرير والتنوير لما قال: والمراد ب {مَغْرِبَ الشَّمْسِ} مكان مغرب الشمس من حيث يلوح الغروب من جهات المعمور من طريق غزوته أو مملكته. وذلك حيث يلوح أنه لا أرض وراءه بحيث يبدو الأفق من جهة مستبحرة، إذ ليس للشمس مغرب حقيقي إلا فيما يلوح للتخيل. والأشبه أن يكون ذو القرنين قد بلغ بحر الخزر وهو بحيرة قزوين فإنها غرب بلاد الصين.ويظهر أن هذه العين من عيون النفْط الواقعة على ساحل بحر الخزر حيث مدينة (باكو)، وفيها منابع النفط الآن ولم يكن معروفاً يومئذ. والمؤرخون المسلمون يسمونها البلاد المنتنة.
والمخطؤون في التأويل بالطبع مأجورون لكن العيب أن نعتبر تأويلاتهم الظنية قطعية ونتخذها دينا نعادي ونوالي عليه وربما ضللنا من لم يقبل تأويلهم فنجعل أعداء القرآن يسخرون منا ومن ديننا ومن علمائنا. كما حدث معي في حوار مع أخ قال لي الزنداني ضال ومن أسباب ضلاله قوله بأن الأرض تدور حول نفسها وتدور في فلكها حول الشمس وهذا مخالف للقرآن حسب زعمه.
والطامة أني كنت يوما في حوار مع أستاذ جامعي علماني مغربي في غرفة حوارية أرد أن يثبت أن الدين سبب التخلف والتحجير على العقول وأنه يناقض العلم والكشوغات والحقائق العلمية وقدم دليله بإرسال رابط من موقع سحاب في تضليل وتبديع لمن يقول بأن الأرض تدور حول نفسها
فاتقول الله في دينكم واتقول الله في قرآنكم والتقوا الله علمائكم ولا تكونوا سببا في كفر شريحة بكتاب ربنا
يقول الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير في تفسير سورة الفرقان:
وقد جمعت الآية استدلالاً وامتناناً فهي دليل على عظم قدرة الخالق، وهي أيضاً تذكير بنعمة، فإن في اختلاف الليل والنهار آيات جمّةً لما يدل عليه حصول الظلمة من دِقة نظام دوران الأرض حول الشمس ومن دقة نظام خلق الشمس، ولِما يتوقف عليه وجود النهار من تغير دوران الأرض ومن فوائد نور الشمس، ثم ما في خلال ذلك من نظام النوم المناسب للظلمة حين ترتخي أعصاب الناس فيحصل لهم بالنوم تجدد نشاطهم، ومن الاستعانة على التستر بظلمة الليل ومن نظام النهار من تجدد النشاط وانبعاث الناس للعمل وسآمتهم من الدعة، مع ما هو ملائم لذلك من النور الذي به إبصار ما يقصده العاملون.
والأمثلة كثيرة إن أسعفنى الوقت أنقل لكم ما جمعت منها في مذكرتي
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:43 م]ـ
مرة أخرى بسبب تصحيح بعض الأخطاء في الرد السابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الإخوة الذي وضحوا المسألة وأنصفوا علمائنا وأنصفوا قرآننا وديننا, ولي كلام سأنشره لاحقا حول توظيف الملحدين العرب في منتداياتهم وحواراتهم لبعض التأويلات الخاطئة لنصوص تتعلق بالظواهر الكونية وقع فيها بعض علمائنا قديما وحديثا مثل مسألة حركة الأرض والشمس والأفلاك ودوران الأرض حول نفسها حول نفسها وحول الشمس وما وقعوا في هذا التأويل إلا ظنا منهم أن القول بدوران الأرض حول الشمس يستلزم رد ما أخبر به القرآن صراحة من جريان الشمس وأيضا قوله تعالى في سورة الكهف: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) رغم أنه لا تعارض أبدا إذا عرفنا تركيب المجرة الشمسية بل القرآن سبق كل الافتراضات والكشوفات لما قال الحق سبحانه وكل في فلك يسبحون وكلمة كل كما قال الزمخشري من أبلغ صيغ الجمع في اللغة.
من التأويلات الخاطئة أيضا تأويلهم لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) بتأويلات غريبة في كتب التفسير ردها عدد من المحققين من المفسرين.
¥