تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حملوا كتابي الخصال الموجبة لدخول النار للشاملة 3+ ورد]

ـ[علي 56]ــــــــ[05 - 08 - 08, 08:14 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) [سبأ/1]

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الجنة والنار، وجعل لهذه أهلاً ولتلك أهلاً.

وأصلي وأسلم على حبيبنا وشفيعنا وقدوتنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

يقول الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر رضي الله عنه:

"إنِّي مُوصِيك بِوَصِيَّةٍ إنْ حَفِظْتهَا: إنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي اللَّيْلِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لاَ يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَأَنَّهُ لاَ يُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمَ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ إِلاَّ الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمَ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلا، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: لاَ أبلغ هؤلاء، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِسَيِّئِ مَا عَمِلُوا وَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا: فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاَءِ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ، لِيَكُون الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا، وَلاَ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ، وَلاَ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْت قَوْلِي هَذَا فَلاَ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إلَيْك مِنَ الْمَوْتِ، وَلاَ بُدَّ لَك مِنْهُ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْت قَوْلِي هَذَا فَلاَ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إلَيْك مِنْهُ وَلَنْ تُعْجِزَهُ".

وبما أنني قد جمعت الخصال الموجبة لدخول الجنة في القرآن والسنَّة من قبل، فكان لزاماً جمع نفيضه تماماً، ألا وهو (الخصالُ الموجبة لدخول النار في القرآن والسُّنَّة) ليكون هناك تكامل في الترغيب والترهيب.

هذا وقد قسمت الموضوع للمباحث التالية:

تمهيد-الله تعالى لا ظلم أحدا

الباب الأول- صفات أهل النار في القرآن الكريم

الباب الثاني-موجبات دخول النار في السنة

الباب الثالث-صفة النار في القرآن والسنة أعاذنا الله منها

وقد جمعت جل الآيات والأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع.

وقد شرحت الآيات في الغالب بشكل موجز ..

وأما الأحاديث فغالبها صحيحة وحسنة، ولم أسلك مسلك المتشددين في الجرح والتعديل، ولا مسلك المتساهلين، بل الوسط. والتخريج بشكل مختصر إما رقم الحديث أو الجزء والصفحة.

وشرحت غريب الحديث، وبعض الأحاديث المشكلة.

وقد ذكرت المصادر بآخر الكتاب.

وأقول أخيراً: إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}] النور: 63 [، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة، عند انقضائها تقف دقات قلبه، ويطوى سجله، ويحال بينه وبين هذه الدار، إما إلى دار أنس وبهجة، وإما إلى دار شقاء ووحشة، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار، قال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف: 29] وتذكّر قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى.

نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يقينا وإياكم عذاب النار، وأن يدخلنا الجنة بمنه وكرمه آمين

وكتبه

الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود

26 رجب 1429 هـ الموافق 29/ 7/2008م

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير