تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم تهنئة النصارى بعيد الكريسماس (رأس السنة الميلادية)]

ـ[المصري السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 03, 10:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

*ما هو حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم كعيد الكريسمس و غيره، مع العلم أنهم هم يهنئوننا بمناسبة العيدين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

(تهنئة الكفار بعيد الكريسمس او غيره من اعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه: احكام اهل الذمة، حيث قال: ((وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل ان يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنا بهذا العيد ونحوه، فهذا ان سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة ان تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله واشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه)) انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ورضى به لهم، وان كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر أو يهنيء بها غيره لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال تعالى: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم)). وقال تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا).

وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا ولا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم الى جميع الخلق وقال فيه: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى او اطباق الطعام أو تعطيل الاعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) .. ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الاسباب، لأنه من المداهنة في دين الله ومن اسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. والله المسئول ان يعز المسلمين بدينهم ويرزقهم الثبات عليه وينصرهم على اعدائهم إنه قوي عزيز.) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين.

وكونهم يهنئوننا بأعيادنا المشروعة لا يلزم منه ان نهنئهم بأعيادهم الباطلة، فليست القضية قضية مجاملة او معاملة بالمثل، الا ترى انهم يبدؤن بالسلام فنجيبهم، وان كنا نحن لا نبدؤهم بالسلام! ((الشيخ ابن عثيمين)).

بسم الله الرحمن الرحيم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير