ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
ونؤمن بأنه سبحانه تعالى يأتي يوم المعاد، للفصل بين العباد لقوله تعالى:] كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً. وجاء ربك والملك صفاً صفاً. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [(3).
ونؤمن بأنه تعالى:] فعال لما يريد [(4).
ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان:
كونية: يقع بها مراده، ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى:] ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [(5).] إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم [(6).
وشرعية: لا يلزم منها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى:
] والله يريد أن يتوب عليكم [(1).
ونؤمن بأن مراده الكوني، والشرعي تابع لحكمته، فكل ما قضاه كوناً، أو تعبد به خلقه شرعاً فإنه لحكمة، وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو تقاصرت عقولنا عن ذلك:] أليس الله بأحكم الحاكمين [(2).] ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون [(3).
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه، وهم يحبونه:] قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [(4).] فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه [(5).] والله يحب الصابرين [(6).] واقسطوا إن الله يحب المقسطين [(7).] وأحسنوا إن الله يحب المحسنين [(8).
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها:] إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم [(9).] ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين [(10).
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات] رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه [(11).
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب، من الكافرين وغيرهم:] الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم [(12).] ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم [(13).
ونؤمن بأن لله تعالى وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام:] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [(1).
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين:] بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء [(2).] وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [(3).
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى:] واصنع الفلك بأعيننا ووحينا [(4). وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،: "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في الدجال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور".
ونؤمن بأن الله تعالى] لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير [(5).
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة:] وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة [(6).
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثيل له لكمال صفاته] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [(7).
ونؤمن بأنه] لا تأخذه سنة ولا نوم [(8). لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحداً، لكمال عدله.
وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده، لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، لكمال علمه وقدرته:] إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون [(9).
وبأنه لا يلحقه تعب، ولا إعياء، لكمال قوته:] ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب [(1) أي من تعب ولا إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، صلى الله عليه وسلم، من الأسماء والصفات، لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما:
التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.
والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده.
ونسكت عما سكت الله عنه، ورسوله.
¥